محمد أجيت - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

" الشيعة والأكراد العلمانيين،  النظام الدولي يستخدم هاتين القوتين ليتدخل في المنطقة"

من أين اقتبسنا هاتين الجملتين؟
لقد اقتبسناهما من لقاء قمنا به مع أحد الأصدقاء المقربين إلى الرئيس أردوغان.

وكان المقصود من كلتا الجملتين أن إيران تتصف بنزعة توسعية إمبريالية، والأكراد مازالوا يحلمون  بكردستان الموعودة، فعادت وتجددت أحلام وخيالات حزب العمال الكردستاني الإرهابي في تشكيل منطقة كردية، أما بالنسبة إلى إيران فعادت تراودها أحلام الإمبراطورية الفارسية، ونحن بصدد الحديث عن هذا المشروع التوسعي المخطط له من قبل النظام الدولي وذلك حسب تعريف صديق الرئيس أردوغان .

تركيا تعيش الآن في نقطة انعطاف تاريخية حساسة، وعلى الرغم من أن طريقها محفوف بالصعاب والمخاطر إلا في الوقت ذاته فيه الفرص والإمكانات، إذ قال رئيس الجمهورية أردوغان في آخر اجتماع ترأسه للوزراء في كلية المجمع الرئاسي:

" إما أن تكبر تركيا بحملاتها وتتقدم نحو الأمام، وإما أن تبقى صغيرة من خلال تبنيها موقعا دفاعيا ".

أردوغان حافظ على ارتقاء مستوى البلاد :

بينما كان الرئيس أردوغان يقيم في مساء  29 أكتوبر/تشرين الأول حفلا بمناسبة عيد الجمهورية في المجمع الرئاسي في "بيشتبه"  ضم مايقارب 2000 شخص في القسم المغلق من القصر " كش باهتشسه"، وخلال الحفل أخبرنا المتحدث باسم رئاسة الجمهورية "لطف الله كوكتاش" بأن أردوغان سيجيب عن أسئلة الصحفيين"، و على أساسه توجهنا إلى القاعة التي سيحضر إليها وجلسنا في مقاعدنا، وبعد فترة قصيرة أقبل الرئيس أردوغان وزوجته أمينة نحونا، وكانت السيدة أمينة قد سبقته ببضع خطوات، عندها مازح أردوغان زوجته قائلا: "بإمكانك أن تجيبي عن أسئلة الصحفيين لوحدك إن أردت"، وعندها تبسم الجميع ليتحول بعدها المناخ العام ويصبح أكثر جدية.

وجّه سؤال إلى الرئيس أردوغان كان قد أجاب عنه سابقا، يستفسرعن التطورات الأخيرة المتعلقة بتوجه فصائل الحشد الشعبي لتحرير مدينة تلعفر التركمانية من أيدي تنظيم داعش، ونظرا لتعقب الرئيس أردوغان  الموضوع عن كثب ، كانت إجابته على الشكل التالي:

"بعد أن تحدثنا مع رفاقي المسؤولين عن هذا الموضوع، وبحسب المعلومات التي وردتنا من الداخل فإننا وجدنا أن هذه الأخبار عارية عن الصحة، ووردتنا معلومات تفيد بتواجد الحشد الشعبي على مسافة تبعد عن جنوب الموصل ب 80 كيلو متر".

كان يقصد أردوغان الدخول برا:

والآن فلنأت إلى أهمية القسم الثاني من إجابة الرئيس أردوغان المتعلق بتلعفر، فإن كان الحشد الشعبي يتجه حقيقة إلى تلعفر ماذا سيكون رد تركيا؟

لقد كانت إجابة رئيس الجمهورية أردوغان واضحة للغاية:
"إذا قام الحشد الشعبي بزرع الرعب هناك، سيكون ردنا مختلفا، وقواتنا قريبة من دهوك ومتركزة في مدينة سلوبي، وسوف نقوم بإرسال تعزيزات إضافية تحسبا لهذا الأمر".

ماذا يقول أردوغان؟
يقول: " إذا لزم الأمر فسنتدخل برا".

بالنسبة إلى قضيتي الموصل وتلعفر  فإن أنقرة قد حددت خطوطا حمرا كما فعلت في سورية.

فنزعة الانتقام لدى الفصائل الشيعية ممكن أن تتحرك أو حتى ممكن أن تستغل عناصر حزب العمال الكردستاني المتمركزة في سنجار هذه الفرصة، وعندها سوف تحدث المجازر أو حتى سيحصل تغيير ديموغرافي في تلعفر ذات الأغلبية التركمانية ، وإن حصل هذا فإن تركيا ستتدخل مباشرة".

أمريكا تريد الدخول إلى الرقة مع تنظيم وحدات حماية الشعب:

وقد سألت أردوغان السؤال الثاني:

عندما تكلمتم على الهاتف مع الرئيس الأمريكي أوباما منذ أيام  ولمحتم له : " نحن نستطيع القيام بعملية الرقة معا" فما هو موقف أمريكا مقابل هذا التعاون وهذا الطلب التركي؟

لقد أعلنت تركيا مسبقا بإمكانية القيام بعملية تحرير الرقة بالتعاون مع أمريكا بواسطة الجيش السوري الحر، لكن يبدو أن أمريكا ليست مستعدة لهذا بعد.

وقد كان رد الرئيس أردوغان على سؤالي واضحا:

" لم يردنا منهم أي إجابة واضحة حتى الآن حول هذا الموضوع، لأن خططهم مازالت تشمل  تنظيمي الأتحاد الديمقراطي، ووحدات الحماية الشعبية، وبالتأكيد نقول لهم: " إذا أصررتم على إدخال هذين التنظيمين في هذه العملية، فلن نكون في هذه العملية، ولن يكونوا بحاجة لأحد أصلا ".

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس