كمال أوزتورك - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

أذهب في العادة وأتابع التطورات الساخنة الجارية في "ديار بكر"، لكن على الرغم من حدوث تطورات كثيرة كأن تضع الدولة يدها على البلدية التابعة للولاية المذكورة، واعتقالها لرئيسة البلدية وطاقمها، وعلى الرغم من دعوة  صلاح الدين دمرطاش الناس إلى لنزول إلى الشوارع، إلا أنني لم أستطع الذهاب إلى هناك، وذلك بسبب التطورات الكثيرة التي حصلت مؤخرا  فيما يخص العراق / الموصل.
 
قمت يوم أمس بإجراء اتصالات كثيرة مع العديد من أصحاب الرأي والمواطنين، ومؤسسات استطلاع الرأي، وفهمت ما يجري هناك، وهنا أريد أن أشرح بعض ما توصلت إليه من نتائج.

هناك حالة من الانفصال العاطفي مع حزب الشعوب الديمقراطي

كانت انتخابات 7 حزيران بمثابة ميلاد كبير لحزب الشعوب الديمقراطي، ووصل إلى نقطة تمكن فيها من أن يكون  "حزبا تركيّا"، لكنه فضل العودة إلى سياسة "حفر الخنادق" والدفاع عن حزب العمال الكردستاني، وأدى ذلك إلى غضب لدى مناصريه، الذين دعموه في الانتخابات ومنحوه أصواتهم. 

أعتقد أنّ النجاح السياسي الذي حققه الحزب في انتخابات 7 حزيران، سيدفع بعض الأطراف إلى تأسيس حزب سياسي آخر والتمسك بخيار الحلول السياسية. وسبب اعتقادي هذا، هو حالة من الانفصال العاطفي وقع بين حزب الشعوب الديمقراطي والأكراد، والذي تسبب به الحزب من خلال تفضيله العنف على العمل السياسي، لأنّ حفر الخنادق يؤثر على حياة الناس وأرواحهم في المدن والمحافظات، كما أنه تسبب بكُره الحزب، وهذا ظهر واضحا بعد دعوات الحزب للناس من أجل النزول إلى الشارع، تفاجأنا بتلبية 250 شخصا فقط لتلك الدعوات، وطرحنا السؤال التالي: أليس هذا الحزب الذي دعا الشعب إلى النزول إلى الشوارع هو نفسه الذي فاز بأصوات 640 ألف ناخب في محافظة ديار بكر وحدها؟.

"بيوتنا لها مكانة خاصة في قلوبنا"

وقد تحدث مشرف قناة "تي آر تي الكردية"، وحيد الدين إنجه، عن الأسباب التي فصلت بين حزب الشعوب الديمقراطي وحاضنته الشعبية، وذلك بقوله: "إنّ "الأكراد يعدون بيوتهم أهم شيء في حياتهم، وعندما يموت لهم أخ أو أب يقولون "خَرُب بيتي"، ولذلك عندما تأتي عناصر حزب العمال الكردستاني وتحتل منازل المواطنين الأكراد، فإنّ ذلك بمثابة إطلاق الرصاصة القاتلة على حزب الشعوب الديمقراطي ومكانته في نفوس المواطنين الأكراد".

كان خيار حزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، بالتوجه إلى سياسة حفر الخنادق، بمثابة نقطة تحول مفصلية في المناطق هناك، وحينها عندما سألت نوابا من حزب الشعوب الديمقراطي، لماذا تتجهون إلى العنف وقد فزتم وحققتم إنجازا سياسيا أكثر من رائع وأصبحتم من أبرز الأحزاب المعارضة في الدولة التركية؟ أجاب: صدقني أنا أيضا لا أعلم.

ربما الإجابة واضحة الآن، وهو التحضير للانقلاب.

حزب الشعوب الديمقراطي في آخر استطلاعات الرأي

اتصلت مع بعض شركات استطلاعات الرأي قبل كتابة هذه السطور، ونقلوا إليّ نتائج آخر استطلاعات الرأي، وكانت النتائج مثلما توقعت، حزب الشعوب الديمقراطي نزل تحت نسبة الحسم وهي 10%، وحزب الحركة القومية في ازدياد، وحزب الشعب الجمهوري نسبة التأييد له في انخفاض، أما حزب العدالة والتنمية؟ خمّنوا.

لا يُمكن لحزب الشعوب الديمقراطي تجاوز نسبة الحسم وهو يسير وفق هذه السياسات، وبصراحة توقعت أنْ تكون نسبة التأييد في الاستطلاع أقل من ذلك. وهناك أعداد من الكتلة الجماهيرية التي أيدت حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات 7 حزيران،  لا تزال ترغب بوجود من يعمل في العمل السياسي بعيدا عن العنف، وهناك تهديدات كبيرة من قبل حزب العمال الكردستاني ضد هؤلاء، وعلى الدولة أنْ تراقب هذه التهديدات.

ولكن عليّ أنْ أكرر هنا بأنّ الانفصال العاطفي بين حزب الشعوب الديمقراطي وحاضنته الشعبية يشمل الأكراد جميعهم، وسأذهب قريبا إلى ديار بكر وأرصد الأمور عن قرب، وسأكتب لكم مجددا من هناك.

عن الكاتب

كمال أوزتورك

إعلامي صحفي تركي - مخرج إخباري وكاتب - مخرج أفلام وثائقية - مدير عام وكالة الأناضول للأنباء سابقًا


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس