ترك برس

نفى حزب الشعوب الديمقراطي تصريح رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الذي قال فيه "لقد كان حزب الشعوب الديمقراطي وجبل قنديل على علم بخارطة الطريق ورغم ذلك قاموا بأحداث 6-7 تشرين الأول/ أكتوبر"، في حين قال الحزب إنه لم يتم إطلاعه على خارطة الطريق.

أطلع أحمد داود أوغلو بتاريخ 19 أيلول/ سبتمبر لجنة الحكماء على خلفيات أحداث مدينة سوروج جنوب تركيا وتحدث عن إتمام خارطة الطريق وعن لقاء رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان مع زعيم حزب العمال الكردستاني PKK عبد الله أوجلان في جزيرة إمرالي والمباحثات التي جرت بينهما. كما قال داود أوغلو إن أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي قد توجهوا إلى قنديل مصطحبين معهم خارطة الطريق وأخذوا الموافقة عليها من إدارة اتحاد المجتمعات الكردية KCK.

نقل هذه المعلومات عضو لجنة الحكماء يلدراي أوغور، حيث ذكر أن خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها بين رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان وأوجلان وصلت إلى قنديل على أيدي بولدان أوندر من حزب الشعوب الديمقراطية بتاريخ 7 أيلول/ سبتمبر، وبحسب المعلومات التي أعطاها داود أوغلو إلى هيئة العقلاء فإن أعضاء حزب الشعوب الديمقراطية عادوا من قنديل بعد موافقة الإدارة على خارطة الطريق.  

هل وعدوا؟

بحسب ما ذكره الصحفي يلدراي أوغور فقد التقى داود أوغلو في مقرّ حزب العدالة والتنمية بتاريخ 10 أيلول/ سبتمبر كلا من بيرفان بولدان وصري ثريا أوندر أعضاء حزب الشعوب الديمقراطية لدى عودتهما من جبل قنديل. وقال لهما خلال اللقاء: "سنقوم بالخطوات اللازمة، ولكن هل تعدونا بإنهاء أعمال قطع الطرق والخطف وفرض الأتاوات وإجراء محاكمات في مخيمات خارج المدينة". وأخبر داود أوغلو لجنة الحكماء أن الجواب الذي حصل عليه من النائبين كان كما يلي: "حتى 15 تشرين الأول/ أكتوبر لن تكون هناك فعالية واحدة خارجة عن القانون، سترون التغيير خلال أسبوعين".

إلا أن حزب الشعوب الديمقراطي نفى ما صرح به داود أوغلو وقال إن وفده حصل على مسودة من صفحة واحدة بتاريخ 16 تشرين الأول / أكتوبر وقام بإيصالها إلى اتحاد المجتمعات الكردية في 18 من ذات الشهر.

التسلسل الزمني للأحداث

في 6 أيلول/ سبتمبر أعلن وزير الداخلية أفكان آلا عن المراحل الست لخارطة الطريق أي قبل يوم واحد من توجه نائبي حزب الشعوب الديمقراطي بودان وإوندر إلى قنديل.

تنص خارطة الطريق في خطوطها العريضة على: نزع السلاح، عودة المسلحين من جبهات القتال والاندماج في المجتمع ،ولعب دور في الساحة السياسية. وهذه هي خارطة الطريق التي كانت بحوزة عضوي حزب الشعوب الديمقراطي لدى ذهابهما لقنديل وعلى ما يبدو فهي ليست كاملة. في 12 أيلول/ سبتمبر توجه وفد من الحزب إلى إمرالي للقاء أوجلان. ومعه خارطة الطريق بحسب ما قال نائب رئيس الوزراء يالتشن آقدوغان. وصرح الوفد لدى عودته أنه لم يحصل بعد على جدول زمني حول عملية الصلح وبأنه جرى فقط ذكر تاريخ 30 أيلول/ سبتمبر.

هل تم الاطلاع عليها؟

في حين أعلنت الحكومة أنه سيتم وضع خارطة الجدول الزمني لخارطة الطريق خلال الفترة الواقعة ما بين 18 أيلول/ سبتمبر و1 تشرين الأول/ أكتوبر وحددت الأول من تشرين الأول/ أكتوبر موعدا لانطلاق المباحثات. وبتاريخ 4 تشرين الأول/ أكتوبر ذكر رئيس كتلة حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان التركي بولدان لموقع الجزيرة ترك أنه تم الاتفاق على خارطة الطريق بين الحكومة وأوجلان، وبدأت بالفعل المباحثات في المادة الأولى. وأعرب النائب بولدان عن رغبة الحزب في إرسال المقدمة التي تتضمن المراحل الست بجدولها الزمني إلى قنديل.

أحداث 6-7 تشرين الأول/أكتوبر

في تاريخ 6 تشرين الأول/ أكتوبر ألهب حزب الشعوب الديمقراطي الشوارع عندما وجه نداء للخروج إلى الشارع واحتلال الساحات للتضامن مع كوباني. وعندما أطلق الحزب هذا النداء كان على دراية بالخطوط العريضة لخارطة الطريق وتواريخها.

وهذا هو سبب الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو للحزب إذ كان يعتقد أنهم اختلقوا أحداث 6ـ7 تشرين الأول رغم معرفتهم بعزم الحكومة والاستعدادات التي كانت تقوم بها.

وبالنظر إلى التسلسل الزمني أيضا نجد تصريحاً صادراً عن الناطق باسم حزب العدالة والتنمية بشير أتالاي.

ولأتالاي دور فعال منذ بداية العملية وقد صرح في مؤتمر صحفي عقده بتاريخ 10 تشرين الأول/ أكتوبر بأن "معالم خارطة الطريق قد اتضحت تقريبا". هذا يعني أنه لم تكن هناك خارطة طريق واضحة بالمجمل لغاية التاريخ المذكور وهذه معلومة تؤكد ما صرح به حزب الشعوب الديمقراطي عندما قال إنه لم يطلّع على خارطة الطريق. ويتبين من ذلك أنه لم يطلّع على الخارطة بالكامل على الأقل.

اطّلعوا ولكن...

في جلسة عقدها البرلمان التركي بتاريخ 13 تشرين الأول/ أكتوبر، قال إدريس بالوكين النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان الآتي:

"إذا ما قلنا إنه تم إطلاعنا على خارطة الطريق بكل تفاصيلها فلن يكون ذلك صحيحا. لكنّنا اطّلعنا على صفحة واحدة من مسودة تمت صياغتها... لم يتم حتى الآن إطلاعنا على التفاصيل أو الأمور التي ستجري على أرضية قانونية فيما يتعلق بذلك أو العملية الديمقراطية أو القضايا التي ستبرز أمامنا لدى حل القضية الكردية".

في 16 تشرين الأول كما ذكر أعلاه وطبقاً للتصريح الصادر عن حزب الشعوب الديمقراطي فإنه تم تسليم الوفد "صفحة واحدة" من المسودة وبعد يومين أرسل هذا النص الواقع في صفحة واحدة إلى جبل قنديل.

بالمختصر فإنه وبالنظر إلى التسلسل الزمني فإن تاريخي 3 و10 أيلول الذين ذكرهما رئيس الوزراء داود أوغلو وتاريخ 12 أيلول الذي أشار إليه نائبه يالتشن أكدوغان يدلّان على أنه لم يكن قد وضع بعد جدول زمني لخارطة الطريق. بيد أنه يتبين أن عبارة "لقد كانوا يعرفون عزيمة الحكومة والاستعدادات التي تقوم بها قبل أحداث 6ـ7 تشرين الأول التي أثارت استياء داود أوغلو" كانت صحيحة اعتبارا من 1 تشرين الأول.

وهكذا يتضح أن المشكلة تكمن في إضفاء كل طرف تعريفا مختلفا على خارطة الطريق. فكل من الحكومة وحزب الشعوب الديمقراطي وقنديل يعتقد أنه مدرك لمنطق ومضمون خارطة الطريق، لكن وبالمقابل فإن حزب الشعوب الديمقراطي وقنديل يقولون إنه تم إطلاعهم على وثيقة تقع في صفحة واحدة وتتضمن تواريخا، ويؤكدون أن خارطة الطريق التي ينتظرونها يجب أن تكون وثيقة مكتملة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!