محمود أوفور - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

كانت زيارة بن علي يلدرم إلى روسيا ناجحة، وبرغم حساسية المرحلة، إلا أنّ زيارة يلدرم لموسكو، وزيارته لاحقا إلى قازان عاصمة  تتارستان، وكانت الزيارة دافئة وتعد بالكثير من الأمور الإيجابية رغم برودة سيبيريا.

ولا شك أنّ هذه الزيارة لن تُنهي تبعات أزمة إسقاط الطائرة الروسية بصورة كاملة، لكنها خطوة مهمة على طريق إعادة العلاقات إلى طبيعتها بصورة تامة، والجانبان كانا بحاجة هذه الخطوة والزيارة.

في واقع الأمر، كانت الزيارة المرتقبة والمفصلية، هي زيارة أردوغان المخطط لها للقاء بوتين في شهر يناير/ كانون الثاني القادم، بالتزامن مع جلوس ترامب على كرسي الرئاسة في أمريكا، لكن زيارة بن علي يلدرم سبقت تلك الزيارة، مما أكسبها أهمية إضافية. كما أنّ هذه الزيارة جاءت بسبب المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها روسيا، ولذلك سافر بن علي يلدرم وبرفقته 7 من الوزراء، من أجل إعادة إحياء العلاقات الروسية التركية على جميع الأصعدة.

يلتقي الطرفان الروسي والتركي عند نقطة إدراك حاجتهم لبعضهما البعض، وقد أدركا أنّ إرجاع العلاقات على جميع الأصعدة والمجالات من الطاقة إلى الزراعة ليس صعبا، لكن المشكلة الحساسة بين الطرفين هي المسألة السورية، وروسيا عبرت عن ذلك بصراحة.

أكثر ما يهم روسيا هو قضية نظرة تركيا تجاه حلب، وكان سؤالهم واضح: "هل هدف عملية درع الفرات الأساسي هو حلب؟"، وكان جواب بن علي يلدرم أيضا واضحا:

"يتناقش السيد أردوغان مع بوتين بصورة مكثفة حول الأوضاع في سوريا، ونحن أصبحنا اليوم في سوريا بموضع صاحب قوة أكثر من أجل الحل، وهذا الأمر بدأ مع عملية درع الفرات، وقد شرحنا مصادر قلقنا بالنسبة لموضوع حلب، والبعض يعتقد أنّ عملية درع الفرات تشمل حلب خصوصا مع بدء حراكنا تجاه منطقة الباب، ورغم أنّ أردوغان أكّد بأنّ الأمر ليس كذلك، إلا أنهم فتحوا الموضوع مجددا. نحن قلقون على المدنيين، ونريد إنهاء سفك الدماء، ويجب أن تصل المساعدات الإنسانية بأسرع وقت إلى حلب، ونعمل ما يتوجب علينا القيام به من أجل ذلك، وأعربنا عن وجوب تحلي روسيا ونظام الأسد بحساسية تجاه موضوع المدنيين في حلب".

وقد رافق رئيس الوزراء بن علي يلدرم في رحلته إلى روسيا كل من نائبه نور الدين جانيكلي، ووزير الطاقة والمصادر الطبيعية برات البيراق، ووزيرة العائلة والسياسات المجتمعية فاطمة بتول صايان كايا، ووزير الاقتصاد نهاد زيبكجي، ووزير الغذاء والزراعة والموارد الحيوانية فاروق تشليك، ووزير السياحة والثقافة نابي آفجي، ووزير المواصلات والاتصالات أحمد أرسلان.

وتحدثنا وتناقشنا مع الوزراء أثناء رحلة عودتهم من روسيا، وأخبرونا بأنّ النقاشات كانت دافئة عكس برودة الطقس التي كانت 20 درجة تحت الصفر، وكانت الابتسامة على محياهم.

الهدف التالي واضح:

الانتقال من الابتسامة إلى الفرحة.

عن الكاتب

محمود أوفور

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس