صلاح الدين تشاكرغيل - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

نشرت صحيفة إيرانية، مدعومة من الدولة ومن كبار المسؤولين في إيران، عنوانا عريضا "رسائل تحرير حلب"، وتدعي هذه الصحيفة الإيرانية حرصها الكبير على المشروع الإسلامي. وكتبت الصحيفة عن "الرسائل التي يجب الحديث عنها من انتصار وتحرير حلب، المتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف".

وأول تلك الرسائل، هي "التأكيد على أنّ المقاومة الإسلامية ستنتصر دوما، وأنها حققت انتصارا عظيما أمام قوى الطغاة، وتحقيقا لكلام الله ان تنصروا الله ينصركم، وهذا تحقيق للوعد الإلهي، وسيمتد هذا الانتصار ليصل الموصل واليمن والبحرين، وكل ذلك سيخيف النظام السعودي".

أكثر ما يستفز في ذلك، هو تصوير قيام الدكتاتور البعثي بشار الأسد بهذه الجرائم الفظيعة، بالتعاون التام مع روسيا، وغض طرف من أمريكا، تصوير كل ذلك على انه انتصار إسلامي، لكن الأمر لم يتوقف عنا، بل ذكروا تركيا أيضا، وقالوا بأنّ "تركيا أصبحت أداة في يد قوى الشر، وكان نتيجة ذلك انها لم تحقق أهدافها في سوريا وخرجت خالية الوفاض". كما زعموا بانّ "أردوغان يدعم الإرهابيين، وفتح الطرق لهم وسهل عبورهم، ولذلك سقط اليوم في وضع صعب".

وقد كانت هذه الصحيفة في وقت سابق تتهم أردوغان بأنه يريد إحياء الخلافة الإسلامية وإعادة إنشاء الإمبراطورية العثمانية، ولم يذكروا بأنّ تركيا منذ اليوم الأول وهي تتخذ سياسات معاكسة تماما للدور الأمريكي، بينما كانت روسيا وأمريكا تغضان الطرف عما تقوم به إيران هناك.

وفي مشهد آخر، التقى مسؤول إيراني رفيع المستوى، وهو سيد علي الخامنئي، بعوائل من قُتلوا من العساكر الإيرانيين في سوريا، واجتمع مع عشرات العائلات، عائلات العساكر أصحاب الرتب العالية، وذكر بأنّ إيران فقدت أكثر من ألف عسكري في سوريا، ويصفون هؤلاء العساكر بأنهم "شهداء الدفاع عن الحرم"، لأنهم ذهبوا إلى هناك "لحماية مقام السيدة زينب"، وفي رده حول الأسئلة التي تقول "ماذا نفعل نحن في سوريا لماذا نتواجد هناك"، يقول الخامنئي بأنّ "من يسأل ذلك لا يعلم مدى عشقنا لأهل البيت". بمعنى أنّ كل الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الإيرانية كان هدفها فقط حماية مقام السيدة زينب وبسبب عشقهم لأهل البيت!!

ولكن مبدأ داعش تجاه المقامات ليس ضد مقامات الشيعة فحسب، بل ضد كل المقامات، بينما تذرع الإيرانيون وعشرات الآلاف من مقاتلي حزب الله بأنهم يريدون حماية المقامات الشيعية، لكن في واقع الأمر هم دخلوا لأنهم كما قالوا "لولا وجودنا لسقط الأسد في يومين". وكل الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية التي تجاوز عددها 300 ألف، في حلب وغيرها، كان هدفها حماية مقام السيدة زينب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس