خير الدين قرمان – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

السلطان عبد الحميد ونادر شاه والأفغاني وغيرهم العديد من الإسلاميين لدى تركيا وفي مناطق جغرافية مختلفة من العالم دعوا إلى توحّد إسلامي، وقاموا بإجراءات عملية ونظرية في سبيل تحقيق هذا الهدف، إلا أنّ العالم الإسلامي اتجه نحو مزيد من الانقسام، فلأسباب عدّة، وتحت ذرائع وحجج مختلفة تحوّل العالم الإسلامي إلى مناطق منقسمة، ومعادية لبعضها البعض، ولم يكتفوا بذلك فقط، بل قام بعض المسلمين بالتعاون مع العدو.

نحن بحاجة ماسة إلى توحد الدول الإسلامية سواء أكان هذا التوحد متماسكا أم هشّا. يمكن تشكيل هذا الاتحاد من خلال إجراء محادثات بين كلّ من تركيا والسعودية وماليزيا وقطر وباكستان وأندونيسا وتونس. وبعد تحديد شروط القبول، والأهداف والنشاطات يُفت الباب أمام انضمام باقي الدول، ويتم العمل على تعيين رئيس للاتحاد، يتغيّر بعد انتهاء مدته، وكذلك يتكون من مجلس إدارة لجنة من العلماء والخبراء، وقوى حفظ السلام.

وكم سيكون جميلا لو أن مصر وإيران تنضمان إلى هذا الاتحاد, لكن أوضاع مصر غير مناسبة للانضمام حالياً. أما بالنسبة إلى إيران:

لنضع ما حدث مسبقاً جانباً, إن ما فعلته إيران في الآونة الأخيرة في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين يتسبب بآلام كبيرة لنا, ويؤدي إلى تقلص الود والأمل فيما بيننا, حتى إنه ينمّي مشاعر العداوة اتجاههم في قلوبنا. خصوصاً ما فعلته في سوريا, لا يمكن لأي عقل أو ضمير أو إيمان القبول بهذه التصرفات. إنهم يصرون على التحرك بدوافع طائفية, وأنا أتساءل عن علاقة هذا النظام النصيري بالشيعة ليقوموا بالوقوف إلى جانبه ودعمه في قتل أهل السنة. هل أهل السنة أبعد من النصيريين إلى الشيعة من حيث المبدأ الطائفي؟.

أنا أرى وجود دوافع مختلفة عن الدافع الطائفي لهذا السلوك الذي تتبعه إيران في تحرّكاتها.

قمت بزيارة طهران قبل عشرين عاما, دخلت خلالها إلى متجر خياط آذري لشرب الشاي معه، في طهران تقريبا  كلّ يوم يوجد احتفال أوفعالية دينية، وعادة ما تتمثل إما بالحداد أو المأتم، أو غيرهما، وصادف يوم زيارتي إحدى تلك الفعاليات الدينية، بينما كنت جالسا دخل شاب عمره حوالي الـ 25 وعيونه ممتلئة بالكراهية والحقد, بدأ بتوزيع السكاكر علينا وهو يقول" اللعنة على عمر". ما هي السياسات أوالأشخاص أو الأهداف الدافعة بهذا الشاب إلى لعن سيدنا عمر بن الخطاب ,ما هي الأسباب التي تدفعه إلى إيذاء أهل السنة ووصول شعور الأخوة لديه إلى حد الانفجار؟.

شاهدت مؤخراً أحد أئمة الشيعة وهو يقوم بتكفير الصحابة وأهل السنة, كما قام بعض العلماء السنة بتكفير الشيعة أيضاً. اذاً ما هي النتائج التي يؤدي إليها هذا الحقد والكره؟ النتائج واضحة:

يأمر القائد الشيعي في حلب عناصره لدى رؤيتهم لأي شخص سنّي بقتله.

قطر تريد شراء أنظمة دفاع ضد صواريخ إيران من أمريكا, وإيران تعدّ ذلك إعلاناً لبدء الحرب.

إيران تستطيع دعم حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي.

في الواقع, الدول الإسلامية مضطرة إلى تشكيل قوة مساوية ورادعة لأعداء الإسلام والحقوق والعدالة, وتأتي الدول التي تملك السلاح النووي على رأس هذه القوى. لكن باقي الدول الإسلامية تشعر بالقلق إزاء حقيقة أن إيران تملك سلاحا نوويا, لذلك تقوم بدعم سيطرة أمريكا على هذا السلاح.

كم هي لوحة محزنة!

قبل عدة سنوات تم عقد ندوة في إسطنبول, ودّعي إلى الندوة علماء الشيعة المرموقين، وخلُصت الندوة حينها إلى النتائج التالية:

" الدين له مبادئ، وللمذاهب لرؤى خاصة بها، المذاهب هي التي تجعل من المسلم سنيا, وشيعيا ويزيديا. فليدع المسلمون أخوتهم على مذاهبهم, وليعطوا الأولوية لتحقيق الوحدة المعتمدة على مبادئ الإيمان المشتركة، أنتم أيها العلماء من كلا الطرفين, ارموا الأقنعة, وتوحدوا معاً بحسن نية وإخلاص. دعوا الطائفية جانباً, لكل شخص مذهبه الخاص لكن في النهاية جميعنا مسلمون". ندعو المسلمين إلى التوحد وإيقاف سيل الدم فيما بينهم، وإلا سنقيم قيامتنا بأنفسنا".

عن الكاتب

خير الدين قرمان

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس