خير الدين قرمان – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

من أجل إيقاف التطور والنمو التركي ومنعه من قيادة العالم الإسلامي وأخذ دوره التاريخي فيه، اجتمعت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإسرائيل عليها، ومن أجل تطبيق ما في رؤوسهم كان أفضل هدف يسلطون عليه رماحهم ليسقطوه هو الرئيس أردوغان. لكن عندما نقول مثل هذ الكلمات نجد الكثير انزعج وقال إن ما نقوله لا يعدو عن كونه كلاما من خزعبلات المؤامرة، ثم يعطفون على كلامهم ويدعوننا للانفتاح على تلك الدول واتباع إرادتهم وما يطلبون وينهون...

في المقابل نرد عليهم ونقول لهم: ألم تكن اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الدولة العثمانية هي نتيجة لتامر تلك الدول عليها؟ ألم يقسموا الدولة العثمانية ويشكلوا الدول الوطنية القومية التي أرادوها؟ ألم يحققوا مصالحهم في تلك الدول الناشئة بنهبها وسرقة مقدراتها وتعيين أنظمة الحكم فيها؟ ألم يتلاعبوا بتلك الدول بأساليبهم المختلفة حتى باعوها السلاح في مقابل أخذهم للبترول وباقي المواد الخام؟ ألم يحددوا القيادات والأنظمة الحاكمة وخلعوا من لم يريدوا ووضعوا من أرادوا على رؤوس تلك البلاد؟ ألم يُطبّقوا نظام الكذب والخداع والسرقة بجعل الدولار غير مرتبط بالذهب؟ ألم يبتزوا تركيا ويتلاعبوا معها عندما أرادت دخول الاتحاد الأوروبي باعتراضاتهم الدينية والعرقية الثقافية والايدولوجية؟ ألم يسعوا جاهدين إلى إشعال الفساد والحرب الداخلية في تركيا؟ هل كل هذا خزعبلات نظرية المؤامرة أم هي حقائق على الأرض؟

إن أردوا أن يغطوا على عيونهم ويغلقوا آذانهم ويطبقوا أفواههم فهم وشأنهم أحرار، لكن نحن سنكون لكل ما سبق بالمرصاد، فتركيا والدول الإسلامية ينبغي أن تفعل أمورا لمنع اتفاقية سايس بيكو الجديدة:

في البداية يجب علينا أن نكون يقظين من الكلمات المزخرفة من أمثال الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية الفكرية وغيرها التي يستخدمها الغرب من أجل الإيقاع بنا وبتركيا. يجب أن نبذل أقصى ما لدينا من أجل تطبيق الديمقراطية التي توافق الإسلام. يجب أن نعمل للتخلص من كل الخلافات التي تجمعنا. يجب أن نعمل من أجل تطبيق حقيقي وصحيح للحكم الديمقراطي والشورى بالمراقبة المستمرة والعمل على تصحيح كل معوج ومخطئ. يجب ان نفعّل نظام تكامل العالم الإسلامي عن طريق تداول رئاسة الدورات.

يجب ان نبني علاقات سياسية عسكرية اقتصادية قوية مبنية على المصلحة والتنافس والصداقة والتقارب الايدولوجي بما يحقق فائدة مع الدول المتحضرة. ينبغي أن نكون إيجابيين وبنائين لا سلبيين وهدامين في علاقاتنا مع العالم الإسلامي الذي يحب أردوغان صاحب الرؤية والأمل لهذه الشعوب. كما يجب أن لا ننسى الصورة الكبيرة ونتوه بالتفاصيل، وأن نكون واقعيين بمعرفة شروط وظروف بلادنا والعالم.

عن الكاتب

خير الدين قرمان

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس