فاتح ألطاليلي - خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

أود أن ألفت انتباهكم للتاريخ الذي يوجد في العنوان، وهو تاريخ الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، بل أريد أن ألفت انتباه المسؤولين الأتراك أيضا، تتساءلون داخل أنفسكم ماذا يمثل هذا التاريخ؟ سأجيب عليكم بسرعة.

لا أدري إن كنتم تعلمون أم لا، الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، أي يوم غد، قد أُعلن عنه أنّه "يوم كوباني العالمي"، وهذا ما قام به المجتمع الدولي نتيجة "حساسيته" تجاه قضية عين العرب "كوباني"، لما تشكل بالنسبة لهم من أهمية كبرى، لدرجة أنهم خصصوا يوما عالميا للفت الأنظار تجاهها.

لا يوجد مشكلة في ذلك، فمهما عملت تركيا من أجل "كوباني"، ومهما كانت هي الدولة الأكثر تقديما للمساعدات هناك، ومهما تحملت تركيا المصاعب والمتاعب من أجل هذا الموضوع، فلن تستطيع تغيير ما يُراد زرعه من إدراك في المجتمع الدولي ضد تركيا، ولهذا السبب قرروا إعلان يوم غد يوما عالميا للحديث عن "كوباني".

في خضم هذه الأحداث والتغيرات، تعيش تركيا حاليا تطورات مثيرة، يريد البعض جعل ذلك اليوم يوم "تحريك" جديد للشارع، وهذا ما نلحظه خصوصا من الإعلام الكردي الذي وصف ذلك اليوم بيوم "الإرادة"، لكنني لم أفهم الإرادة ضد مَن؟ والإعلام الكردي يحشد الشباب ويطالبهم بالنزول إلى الشارع مجددا يوم غد، بحجة إحياء يوم "كوباني" العالمي في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر.

نحن لا نقف أبدا ضد استخدام الشارع من أجل الدفاع عن الحقوق الديمقراطية، لكن إذا كان الهدف من هذا الحشد هو "بركان حراكي" يدفع البلاد للفوضى والتخريب فهذا أمر يجب الحذر منه، لأن ما نشاهده في الإعلام الكردي يدفع الشباب ويقوم بتعبئتهم من أجل القيام بمثل هذه الأعمال والتي سببت قبل أسابيع بمقتل 40 مواطن.

والطامة الكبرى أنّ هناك "إرادة" كردية مقابلة لهذا الشيء، وبدأت بحشد القسم الآخر من الشباب الكردي من أجل النزول إلى الشارع، والاحتجاج ضد إحياء يوم "كوباني"، وهذه لعبة خطرة وفخ مرعب.

هذه الشرارة قد تشعل لهيبا كبيرا، بل قد تفجّر الأوضاع بأسرها، فهذه مصيدة خطيرة، ولعبة "وسخة" تُحاك ضد تركيا، من أجل التأثير عليها وزيادة الضغوطات عليها أكثر فأكثر، ومن مختلف الجهات وبشتى الوسائل.

علينا أنْ نكون حذرين جدا من التعامل مع هذا الوضع، فهناك حشود من الشباب الأكراد تستعد يوم غد لإحياء يوم "كوباني"، وهناك حشود أخرى من الشباب الكردي تستعد للنزول للشارع ضد هؤلاء، إنها لعبة قذرة وعلينا اتخاذ كل التدابير اللازمة.

إذا لم نُسارع في اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة، والتصرف بصورة شديدة الحذر تجاه ما يُخطط له أنْ يحصل يوم غد، سنستيقظ في صباح الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر ليكون يوما أسود على تركيا، هذا إذا استطعنا أن نستيقظ من تلك الليلة.

لا أحاديث علمية، كله هُراء

حادثة المنجم في الصحافة التركية يتم تناولها بصورة سخيفة، لا توجد أحاديث علمية مقنعة لما جرى ويجري، فعلى الرغم من كون هذه الحادثة أليمة للغاية تجد الصحف تتحدث عن أنّ "العاملين لم يكونوا يخرجون خارج المنجم في استراحة الطعام"، وآخر يقول "كان العاملون يأخذون الطعام معهم لداخل المنجم"، وصحيفة أخرى تكتب "كانت أقنعة الأكسجين محفوظة داخل أكياس مغلقة"، وغيره من الهراء.

زملائي الأعزاء، عمّال المناجم لا يحاصرون فيها بسبب أكلهم للطعام في الأسفل، ولا يحاصرون تحت الماء بسبب إحضارهم للطعام معهم، وإنما تحصل هذه الأحداث لأن المناجم المُقامة حاليا "لا تولي للعلم أي أهمية".

لا أحد يحاسب المسؤولين عن هذه المناجم حسابا حقيقيا بعد هذه الأحداث، ولا أحد يهتم وينظر بصلاحية هذه المناجم من عدمها، ولا أحد يهتم بمتابعة المناجم القديمة والخالية، فهل سمعتم يوما عن فحوصات جيولوجية للأماكن التي تتواجد فيها المناجم؟

ولا أحد يسأل كم مهندس أشرف على هذا المنجم؟ كم جيولوجي أشرف عليه؟ كم شخص مؤهل للعمل فيه؟ ما هي أوضاعهم وما هي ظروفهم وما هي طبيعة معيشتهم؟ لتجاوز هذه الأحداث الأليمة علينا إعادة تأسيس المناجم بصورة علمية حديثة وعصرية.

كم كان مؤلما مشهد الأم التي يُحاصر ابنها تحت الماء، عندما قالت للصحفيين "ابني لا يعرف السباحة، أرجوكم أنقذوه".

عن الكاتب

فاتح ألطايلي

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس