فخر الدين ألتون –صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس

بعيد انتهاء "ماي" من زيارتها التي أجرتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واجتماعها إلى الرئيس "ترمب"، توجّهت إلى تركيا للاجتماع إلى رئيس الجمهورية "أردوغان" ورئيس الوزراء "بن علي يلدرم".

وتناول الأطراف خلال الاجتماعات التي عقدت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بدءا من العلاقات التجارية، ومكافحة الإرهاب، مرورا بأزمة اللاجئين، وصولا إلى الأزمة السورية، بالإضافة إلى عدد من القضايا الأخرى.

فكما هو المعلوم العلاقات الثنائية بين البلدان، والاتفاقيات التي ستبرم خلال المرحلة الجديدة من السياسات العالمية ستحمل أهمية أكبر مما سبق.

ستقل فعاليات الأنظمة العالمية.

إلغاء ترمب لشراكته مع "ترانس-باسيفيك" في اليوم الأول من تسلّمه لمهامه ليس محض صدفة.

فالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وحلف الشمال الأطلسي ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي ومؤسسات التصنيف الائتماني الدولية كلها ستتراجع.

وفي ظل هذه المرحلة يجب على تركيا أن تطور علاقاتها الثنائية، وأن تزيد من حجم تجارتها، وذلك من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، يجب تقييم زيارة رئيسة الوزراء البريطانية ضمن هذا الإطار، ويجب تطوير خطط ومشاريع تتناسب وسياق العلاقات البريطانية-التركية.

والإعلام الاستعماري "المستملَك" لم يتمكن من تقبّل الأمر، في الوقت الذي يجب فيه ترك العادات السيئة، والتضامن من أجل الوطن نراه قد شنّ حربا ضده.

عليهم قبل كل شيء أن يفكروا بمصالح بلادهم، إلا أنهم لا يفعلون ذلك، عليهم أن يروا بلادهم أندادا لمخاطبينها، إلا أنهم لا يرونها كذلك، فهؤلاء في حالة اشتياق للأيام التي كان فيها قادة الغرب يقومون بنهي القادة الأتراك وأمرهم، فهم يحترقون لوعة في سبيل العودة إلى تلك الأيام.

قبل عام تقريبا جاء نائب الرئيس الأمريكي أوباما إلى تركيا، حاول الإعلام الاستعماري حينها بشتى الوسائل أن يحصلوا منه على عبارة واحدة ضد تركيا، وفعلوا الشيء نفسه مع "تيريزا ماي"،  ودّوا في داخلهم لو أن "ماي" تنتقد حالة الطوارئ، أو تقول شيئا ضد الرئيس "أردوغان"، أو على الأقل لو تطالب بالحرية لحزب الاتحاد الديمقراطي.

لم يحدث أي شيء مما أرادوه، وعلى الرغم من ذلك لم ييأس الإعلام الاستعماري المستملَك، على سبيل المثال صحيفة "بوستا" أوردت في خبر مجيئ رئيسة الوزراء البريطانية كما يلي: "الرئيس أردوغان طالب بريطانيا بأن تقوم باستثمارات في تركيا، رئيسة الوزراء البريطانية تقول: بشرط أن تلتزموا بما يقع على عاتقكم فيما يخص حقوق الإنسان".

عندما يقرأ  المرء هذه الجملة يخال نفسه وكأن ماي وضعت شرطا أمام أردوغان، ولكن الحقيقة غير ذلك، ففي اللقاء الصحفي الذي أجرته "ماي" مع رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدرم" أجابت عن السؤال: "هل ضحيتم بالمواضيع المتعلقة بحقوق الإنسان في سبيل التجارة؟" بقولها: "ناقشت المواضيع المتعلقة بحقوق الإنسان خلال لقائي بالرئيس أردوغان، وطلبت منه أن تستمر المؤسسات الديمقراطية بإعلاء الحقوق، والحكومة التركية في حقيقة الأمر لم تخرج عن هذا المسار".

يعني؟

لم ينجحوا في الوصول إلى مبتاغهم مع رئيسة الوزراء البريطانية، ولذلك أقول: "جربوا حظكم مع ميركل، بل واجمعوا التوقيعات أيضا، وخصوصا أنّكم في العام الماضي جمعتم توقيعات طالبتم ميركل من خلالها "بألا تذهب إلى تركيا أردوغان"، والآن بإمكانكم أن تجمعوا التواقيع لتطلبوا منها المجيء، لتترجم ما يجول في داخلكم......

أمر لا يطاق بأن يكون المرء عاملا لدى الإعلام المستملَك "الاستعماري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس