حسن بصري يالشن - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

نفّذ الرئيس ترمب بعض ما وعد به خلال الحملات الانتخابية.

فقد وقّع على القرار القاضي بحظر دخول مسلمي 7 دول ذات أغلبية إسلامية،. حيث منع دخول مواطني "إيران، العراق، سوريا، الصومال، السودان، ليبيا واليمن" إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 90 يوما، ودخل القرار على الفور قيد التنفيذ.

للأسف في الساحة الامريكية نحن بصدد مشاهد غير جميلة على الإطلاق، فحال المواطنين الذين يتم توقيفهم في المطارات سيء للغاية. من نقطة الخروج يتم اتخاذ التدابير اللازمة، فالقرار أثّر على كثير من الناس، بدءا من الذين ذهبوا إليها بهدف العلاج، وصولا إلى الذين قصدوها بهدف زيارة عائلاتهم".

الجميع يظن أن الأمر متعلق بـ ترمب، ولكن في حقيقة الأمر إن هذا الخطاب له صدى في المجتمع الأمريكي، فالأغلبية في أمريكا لا تختلف مشاعرهم تجاه المسلمين عن مشاعر ترمب، ولكن لأنهم يستخدمون لغة سياسية ذات حنكة فلا يفصحون عما يدور في داخلهم تجاه المسلمين علانية.

وذكرت سابقا، أن ترمب حصل في أثناء أدائه لخطاب القسم على تصفيق حار من الحضور في المواضيع التي تتعلق بالمسلمين على نحو خاص، وهذا يعني أن ناخبي ترمب في الأساس ضد المسلمين، وما يقوم به ترمب أنه يقود هذا المركب.

والىن بدأت المظاهرات المضادة في أمريكا، بمشاركة الديمقراطيين العديد من المجموعات الإنسانية تقوم بمظاهرات ضده.

وأكثر ما يلفت الانتباه هم المحامون والمتظاهرون الذين يدعمون المسلمين في المطارات. والسياسيون الديمقراطيون بين الحين والآخر يشاركون في هذا الدعم. وعندما يكون الحال هكذا، يظهر الديمقراطيون وكأنهم أصدقاء للمسلمين.

في مثل هذه الأحول من المهم جدا أن يكون المرء حذرا، وعلينا أن ندرك أن الأمر لا علاقة له فقط بكراهية الإسلام. فليس الجمهوريون وحدهم الذين يكرهون المسلمين، ولا الديمقراطيون أصدقاء لهم. فالديمقراطيون بدورهم لا يحبون المسلمين كثيرا، ولكن فرقهم عن الجمهوريين أنهم لا يعلنون عن ذلك بشكل صريح. فلا يمكننا أن ندرك النوايا الخفية للديمقراطيين المشاركين في المظاهرات ضد قرارات ترمب.

ولكن هناك بعض الأمور التي نعلمها.

ما يجري هو شان أمريكي داخلي، فهو عراك بين ترمب والنظام الأمريكي السابق.

إن الراغبين بإسقاط نظام ترمب، أو الراغبين برسم حدود لسلطته، يلجؤون إلى شتى الوسائل ويحاولون استخدام كافة الفرص التي تُتاح أمامهم للوصول إلى هدفهم. وهؤلاء كما يستخدمون القرارات التي يتخذها ترمب ضد المسلمين أداة بأيديهم، فإنهم يحاولون إثارة قضية أخرى لصالح أهدافهم، وهي قرار بناء جدار عازل على طول الحدود الأمريكية المكسيكية.

معارضو ترمب يتظاهرون ضده، في ملاحقة منهم لكل خطوة يخطوها، فالقضية الأساسية هي المواجهات التي تقاد ضد ترمب، ولا يمكن أن يقال: إنّ الغرض هو إظهار مشاعر التعاطف مع المسلمين.

وفي الوقت نفسه من الخطأ الادّعاء بأن هذا الأمر من شأنه أن يحدد السياسة العالمية ضد المسلمين.

استخدام ترمب أسلوبا معاديا للمسلمين، ليس بالضرورة أن يولّد نتائج سلبية بالنسبة إلى المسلمين. وكذلك لو أن رئيسا أمريكيا اتبع سياسة حميمية  تجاه المسلمين، فهذا لا يعني بالضرورة أيضا أن يكون ذلك لصالح المسلمين..

فلنعد إلى مرحلة أوباما ولنلقِ نظرة، عندما استلم أوباما الحكم الكثير من المسلمين شعروا بحميمية تجاهه، وعقدوا عليه آمالا، وخطاباته في تركيا ومصر حول المسلمين ولّدت تقاربا إسلاميا كبيرا تجاهه، ولكن مع مرور السنوات لم نجد أن تقاربه ولّد نتائج إيجابية لصالح المسلمين.

عدد المسلمين الذين ماتوا في عهد أوباما يقارب عدد المسلمين الذين ماتوا في عهد جورج بوش. في العراق

فاستخدام سياسة أو لغة مختلفة لم يكن لصالح المسلمين.

ومن هنا على تركيا أيضا أن تكون حذرة للغاية، فليس لصالحها أن تكون طرفا في هذا العراك الداخلي في أمريكا. ولا سيما أنّ الامر هو شأن داخلي لأمريكا، ولذلك تأثيره لن يكون مباشرا على المسلمين، بقدر ما سيكون على السياسة الداخلية الأمريكية.

ومن ناحية أخرى، عندما ندرك أن العراك سيمتد إلى جوانب أخرى، أرى أنّه من الفائدة بمكان الجلوس جانبا ومشاهدة ما سيحدث.

فلنترك ترمب يواجه تلك الأطراف التي نعتقد بأنها تضر بتركيا والمسلمين، ولنكتفِ نحن بالمشاهدة

عن الكاتب

حسن بصري يالتشين

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس