محمد أجت - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

عنوان هذه المقالة عبارة قالها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أثناء مقابلة تمت مع صحيفة يني شفق في صباح يوم الأحد، أي بعد يوم من لقائه بنائب الرئيس الأمريكي مايكل بنس في قمة الأمن بمدينة ميونخ الألمانية.

وفي هذا السياق يقول السياسي الأمريكي "هنري كسينجر": "إن لم ينعكس ظل قوتك في الساحة على طاولة الحوار الدبلوماسي فإن الكلام الذي يقال على الطاولة كلام فارغ"، أي بمعنى "بقدر ما تملك من قوة في الساحة، يكون تأثير قوتك على طاولة الحوار".

كان استخدام رئيس الوزراء بن علي يلدرم لهذه الجملة هو النجاح الذي حققته عملية درع الفرات على الأرض. عندما سمعته أثناء المقابلة تذكرت الكلمات التي سمعتها من أحد المسؤولين منذ أسبوع: " إن عملية درع الفرات هي سبب زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية إلى أنقرة".

وأضاف قائلا: "تغير موقف دول المنطقة والشركاء المهتمين بالقضية السورية وأمريكا وفرنسا وبريطانيا تجاهنا، وذلك بعد قيامنا بعملية درع الفرات".

هذا الكلام يؤكد مقولة السياسي المخضرم "هنري كسينجر" السابقة.

لم تبدأ عملية درع الفرات في وقتها المناسب بل تأخرت كثيرا إلى أن بدأت في النهاية، ومن جهة ثانية فحزب العمال الكردستاني يتبع سياسة حصار تركيا بالقيام بسلسلة من التفجيرات في كل أنحائها والهدف الأساسي هو اقتطاع جزء منها وضمها لكردستانه الموعودة، ولو أن حزب العمال الكردستاني لم يقم بهذه الهجمات لتأخرت عملية درع الفرات أكثر.

إذا وصلت تركيا إلى مكانة قوية بحيث تكون "دولة تؤثر بثقلها" فالفضل كل الفضل والشكر كل الشكر للرئيس أردوغان صاحب القرارات الصائبة والوقفات المشرفة للارتقاء بهذا الوطن.

نعود للمقابلة التي تمت مع أحد المسؤولين الأسبوع الماضي، وأنقل لكم ما قال: "في عهد رئيس الأركان نجدت أوزال لم يكن بالإمكان تحريك الجيش أبدا". وأضاف: "خلال أحداث كوباني عام 2014، صدر عن الاستخبارات التركية تقرير أفاد بأنه يمكن دخول المدينة بمساعدة الجيش، ولكن لم يكن بالإمكان تحريك الجيش. وأيضا في عام 2015 أصدر قرار بدخول الموصل لكن لم نحصل على أي نتيجة."

لماذا؟ لماذا يحدث هذا؟

يقول المسؤول نفسه: "في عهد رئيس الأركان نجدت أوزال لم يكن بالإمكان تحريك الجيش أبدا بخصوص الأزمة السورية، وبخاصة بعدما صدرت عن الجيش الواقع تحت سيطرة أفراد تنظيم غولن تقارير سلبية ترفض هذا التدخل، وتحذر من عواقبه حقوقيا ودوليا."

قضية كوباني وتوقيف شاحنات الاستخبارات التركية

شهدت تركيا في آخر 3 أو أربع سنوات خيانات كبيرة، ولإدراك ما نواجهه اليوم علينا أن نعود بذاكرتنا إلى الوراء، وسنتذكر معا تاريخين لا أدري إن كانا يكفيان أم لا:

1- حادثة توقيف شاحنات الاستخبارات التركية كانون الثاني/ يناير عام 2014.

2- قضية كوباني تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014.

إلى أين كانت شاحنات الاستخبارات التركية ذاهبة؟

كانت متجهة لدعم الجيش الحر بالسلاح أثناء حربه ضد تنظيم داعش بعد سيطرة الأخير على مدن الباب وجرابس ومنبج، ولو تذكرون كيف كانت تنقل صورة الجيش الحر لنا على أنه تنظيم إرهابي، وكيف كانت أحزاب كالشعب الجمهوري والشعوب الديموقراطي والصحفي جان دوندار المحسوب على إعلام غولن، تتهم الحكومة التركية بدعم الإرهاب وتتوعد بمحاسبتها.

اليوم ألم نقم بعملية درع الفرات بالأسلحة التي نقلتها الاستخبارات التركية بالشاحنات؟

وهكذا نستطيع فهم كيف كانوا يلعبون بعواطفنا وكيف كانوا يتحكمون بإدراكنا أليس كذلك؟

ولنتذكر أيضا أحداث كوباني، حين استقبلت تركيا 200 ألف نازح من تحت ضربات تنظيم داعش، وكان الجيش بإمكانه دخول المدينة لكنه لم يقم بذلك بسبب الضغوط المفروضة عليه والتي منعته من ذلك، ولو أن الجيش تدخل ولم ينصت للشائعات والتحريض الإعلامي حتى لو تعرض للخطر من أجل أمن البلاد ما كانت هذه الأحداث لتتطور بهذا الشكل بلا شك، وما كان مشروع حزب العمال الكردستاني "روجوفا" ليتطور في الشمال السوري، وما كانت لتحدث انفجارات في كل من أنقرة وإسطنبول.

أما الآن وبفضل الإجراءات القوية والشجاعة التي اتخذها الرئيس أردوغان فقد زال مصدر تهديدنا وأصبحت دولتنا دولة مؤثرة في المنطقة.

إن قدوم طاقم الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تركيا وطرقهم لبابنا واحدًا تلو الآخر للاستماع لعروض ومطالب تركيا يعني بدء مرحلة انعكاس ظل قوتنا في الساحة على طاولة الحوار الدبلوماسية، أي بفضل عملية درع الفرات.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس