ترك برس

رأى المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، أن تركيا ذهبت إلى أبعد نقطة ممكنة في علاقاتها مع إيران، متكئة على سياسة سعت إلى انتهاجها في بداية الألفية؛ تتمحور حول تصفير المشاكل مع دول الإقليم.

وأضاف أن هذه السياسة التركية "ظهرت بوادرها بتكثيف التعاون والتنسيق مع إيران وروسيا، حتى وصلت هذه العلاقة إلى حد ربط أمن تركيا واستقرارها بأمن واستقرار إيران"، حسبما أورد موقع "عربي21".

وأوضح الزعتر، أن سياسة تصفير المشاكل "وضعت تركيا أمام الكثير من التحديات، من حيث إحداث توازن في علاقتها مع دول الإقليم، من خلال الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وهذا أمر في غاية الصعوبة، في ظل ما تشهده المنطقة من توترات، وبخاصة بين القوتين الإقليميتين السعودية وإيران".

ولفت إلى أن تركيا "عجزت عمليا عن تقديم استجابة ناجحة لهذا التحدي، مستشهدا بـ"التغير الذي حصل في اللهجة التركية تجاه إيران بعد زيارة أردوغان الأخيرة للرياض، وخصوصا مع تصاعد التوتر بين السعودية وإيران".

وقال الزعتر إن موقف تركيا الأخير "لا يعني أن أنقرة اليوم هي أقرب للرياض، أو إنها أقرب لإيران، فهي لا تزال في مرحلة إعادة صياغة سياسة لم تظهر بوادرها بعد، وإن كانت قد تبدو أقرب للموقف السعودي، إلا أن ذلك ليس كفيلا بالحكم عليها".

وحول العلاقة بين السعودية وإيران؛ بيّن الزعتر أنه "بالرغم من التوتر المتصاعد بينهما؛ إلا أن باب الحوار ما زال مفتوحا بين البلدين اللذين يبديان نوعا من الاستعداد الخجول للحوار، في سياق جهود خليجية تبذل من الكويت على وجه الخصوص".

واستدرك بالقول إن استمرار الحوار وتحسين العلاقة بين الرياض وطهران "مرتبط بالحلقة المفقودة، وهي تغيير السلوك الإيراني في المنطقة، حيث تنظر إليه الرياض على أنه يهدف لزعزعة استقرار المنطقة" وخصوصا دول الخليج.

ورأى الزعتر أن "من الصعب الحكم على أن أحد أركان هذا المثلث يمتلك مفاتيح الحل جميعها، فهناك شبكة معقدة من التحالفات الدولية والإقليمية، وأطراف صراع متعددة؛ كل منها في جعبته مفتاح للحل مختلف عن الآخر".

بدورها، اعتبرت الكاتبة اللبنانية موناليزا فريحة، أن "تصاعد الضغط الأمريكي على إيران؛ ساهم بشكل موازٍ في تصاعد المواقف الخليجية-الإيرانية، الأمر الذي يرشح العلاقات السعودية-التركية إلى تحقيق مستوى جديد من التعاون، في ظل الزخم السياسي، والتوتر الجديد في المنطقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!