أحمد جلال - خاص ترك برس

لا شك في أن مسلسل أرطغرل ومسلسل السلطان عبد الحميد الثاني، يكشفان بعمق مدى الخطر الذى تتعرض لة القبيلة الصغيرة والدولة الكبيرة فالأمر سيان فى خطورته على الدواب والحجر والبشر، عندما يعمل الفرد أو المواطن فى سبيل مصلحتة الشخصية ويعليها على مصلحة الوطن، هنا يستدق الخيط الرفيع بين مصلحة الفرد ومصلحة الوطن، فقد كشف المسلسلان بوضوح للمشاهد المسلم والعربي ما كان غافلًا عنه من أن انهيار الدول يأتي عندما يُعلي الفرد أيًا كان موقعه فى الدولة مصلحته الشخصية على مصلحة الدولة والوطن، وهذا الخيط الرفيع الفاصل بين المصلحة الشخصية للفرد ومصلحة الدولة والوطن.

 نعم، لا شك في أن سقف طموحات المواطن وحاجاته فى الدولة كبيرة كالمال والمنصب والجاه والحسب والنسب... إلخ، والحقيقة أن هذه الطموحات هى المحرك الذى يدفع الفرد للعمل والاجتهاد والمثابرة والجد، ولكن عندما يستعين الفرد فى سبيل تحقيق مآربه بطرق تؤدي أو قد تؤدي إلى تدمير الدولة وهو يعلم ذلك، فهذة هي الخيانة وهذه هي الطامة الكبرى، وهذا ما أدى لما نحن عليه من تخلف وانهيار فبعد أن كنا من أوائل الدول التي كان يشار إليها بالبنان، أصبحنا فى أواخر الدول ولم يعد لنا ذكر أو ركز فى هذا العالم المتناحر على الثروات والأراضي والموارد البشرية والسبق المعرفي والعلمي والتكنولوجي الرهيب، من أجل إخضاع الشعوب والدول الأقل منة معرفيًا وعلميًا وتكنولوجيًا.

إن من أول أسباب إعلاء الفرد لمصلحتة وطموحاتة الشخصية على مصلحة الدولة والوطن هو الخيانة وصراعات النخب الحاكمة على السلطة وتعاونهم مع الأعداء فى سبيل الحصول على السلطة وهذة هي الطامة الكبرى. يأتي بعد ذلك انتشار الرشوة والمحسوبية ودفع الإتاوات، وانتشار اللهو والمفاسد وحب الدنيا، إضافة إلى ذلك عدم وجود الكفاءات والخبرات المطلوبة لإدارة الدولة والإتيان بكفاءات وخبرات ضعيفة بالواسطة والمحسوبية والرشاوى للقيام بأعمال فى منتهى الخطورة بالنسبة للمواطن والدولة، فضلًا عن ذلك انتشار التسيب والإهمال واللامبالاة بين موظفي الدولة، كذلك غفلة ولي الأمر وعدم متابعتة لكل صغيرة وكبيرة فى الدولة مما يعمل على انتشار التسيب والإهمال بين موظفي الدولة وبين المواطنين العاديين، فضلًا عن ذلك وهذا هو الأهم... عدم تقبل الأفراد والنخب الحاكمة للإصلاحات الجذرية التى يقرها ولي الأمر فى سبيل تطوير أداء الدولة والمواطن، وهنا يأتي الدور الخطير للمواطن بأن يُعلي مصلحة الوطن على مصلحتة الشخصية فبقاء الوطن فى المقام الأول هو بقاؤه، وكذلك الدور الهام للإعلام فى سبيل حث المواطنين على فهم وتقبل التغييرات الحادثة فى الدولة والتى هى فى مصلحتة ومصلحة دولته لأن التأخر فى إجراء هذة التغييرات هو الطامة الكبرى وهو الذى يؤدي لتأخر الدولة عن اللحاق بركب العلم والتقدم وتبوؤها لمراكز متقدمة تجعلها فى المصاف الأولى. لذا فإن تحول تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي هو حلقة هامة فى سبيل التغيير الجذري والذى يجب على الجميع فهمة كأتراك وعرب ومسلمين فهو مسألة حياة أو موت من أجل رفعة ونهضة وبناء تركيا العظيمة والأمة الإسلامية العظيمة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس