أرسين رام أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

أدمت صور الأطفال الصغار القتلى في إدلب قلوب ومشاعر كل ذي ضمير.

لكنها أفرحت الأسد، القاتل عديم الرحمة...

قُتل مليون شخص في سوريا.

وهُجر الملايين الآخرون.

وقف العالم متفرجًا على هذه المأساة.

إدلب مدينة سورية قريبة من ولاية هطاي قصفها نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية.

أجريت عملية تشريح لسوريين سقطوا في الهجوم الكيميائي في مؤسسة الطب العدلي بمحافظة أضنة.

ترأس العملية المدعي العام علي يلدان، بحضور آنيت هايزلمان مندوبة منظمة الصحة العالمية، وسحر يزبك وسامي بارك من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

أكدت عملية التشريح أن أسماء الحسن وسعيد حسين ومحمد عواد ‘تعرضوا لغاز كيميائي خانق‘، مع وجود وذمات شديدة في رئاتهم.

تحدثت أمس مع المدعي العام الجمهوري في أضنة علي يلدان.

قال إنه فتح تحقيقًا سيؤدي إلى محاكمة الأسد في لاهاي.

يبدو أنه أول تحقيق كبير بخصوص الأسد.

أُرسلت عينات الأنسجة والبلازما والدم والبول والرئة والبشرة إلى مستشفى غولهانة للبحث والتأهيل، وإلى رئاسة الطب العدلي.

كما قُدمت العينات نفسها إلى مندوبي منظمة الصحة العالمية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

قال المدعي العام الجمهوري إن نتيجة عملية التشريح أكدت بشكل قاطع استخدام السلاح الكيميائي في إدلب.

وذكر أن مدعيًا عامًّا كُلف بإجراء تحقيق مفصل.

وبذلك يبدو أن طريق الأسد إلى لاهاي سيكون ممهدًا.

الشرق الأوسط، مركز الطاقة، في حال يرثى لها.

أفسدت الولايات المتحدة التوازنات في المنطقة بعد قتلها صدام والقذافي.

تعمل القوى الغربية والإمبريالية على الإيقاع بين المسلمين بواسطة تنظيمات إرهابية زرعتها في الشرق الأوسط.

أطلقت الولايات المتحدة الجمعة الماضي 59 صاروخًا على القاعدة الجوية التي نفذت الغارة الكيميائية على إدلب.

الولايات المتحدة لها حسابات أخرى في سوريا.

لم تطلق صواريخها انتقامًا للأطفال القتلى.

من من أصحاب الضمير يمكنه أن ينسى نظرات ذلك الطفل داخل سيارة الإسعاف وهي تتوسل من أجل إنقاذ صاحبها؟

ومن يستطيع أن يمحو من ذاكرته مشهد الأب المنكوب وهو يحتضن باكيًا جسدي رضيعين فارقتهما الحياة؟

هكذا قتل المجرم سبعين ألف طفل.

هذه إدلب.

يقول المدعي العام الجمهوري في أضنة إن السلاح الكيميائي استُخدم في إدلب.

ويضيف أيضًا أن الأسد يمكن أن يحاكم في لاهاي.

يخنق غاز الكلور الإنسان متسببًا بموته.

لكم أن تتخيلوا مدى عذاب أولئك الأطفال وهم يفارقون الحياة.

يتسبب الكلور بصعوبة التنفس ويؤدي إلى تجمع السوائل في الرئتين.

يثير الكلور حرقة في الفم وانتفاخًا في الحلق وألمًا في المعدة وتقيؤًا.

الموت بغاز الكلور نوع من التعذيب..

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس