محمد عزت ابوسمرة - خاص ترك برس

نعيش في مجتمعات تؤمن بالإسلام دينا ومع هذا لا نجد بيننا مظاهر الأخوة الإيمانية، فلا تعارف مخلص، ولا تفاهم صادق، ولا تكافل حقيقي، الكل يسعى إلى ترويج فكره وسيادة منهجه وبسط مبادئه وإن خالفت أصول الإسلام ولم تراعي قيمه واتجاهاته.

مجتمعات تصدق بمحمد نبيا ورسولا ومع هذا لا تقتدي به إلا في بعض أبواب الفقه كالطهارة والصلاة والصيام والحج أما في سياسة شؤون الرعية وإدارة اقتصادها فكلا وألف كلا وكأن محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يربي أجيالا أو يحكم دولة أو ينشئ حضارة.

مجتمعات تتكلم العربية ومع هذا لا يفهم المغربي الشامي وكلاهما لا يفهمان اليمني، والسبب لا يعود فقط إلى اختلاف اللهجات بقدر ما يعود إلى اتفاقهم على تغريب اللغة وتحييد ثقافتها، وإقبالهم على خط المستعمر بانبهار وهم أهل النسخ كوفي وفارسي وديوان.

إن مجتمعاتنا العربية تعاني أزمات أخلاقية وسياسية كثيرة فالنخوة والشهامة والمروءة والكرم تلاشت وبات الحديث عنها أمرا مستغربا حتى في الحكايا والقصص، أما الحرية والشورى والمساواة والعدالة فقد صارت بعيدة المنال، وأضحى السعي إليها ضربا من ضروب الانتحار وإلقاء بالنفس في أودية الهلاك.

لذا لا بد من صحوة قوية تهز هذه الأمة من جذورها حتي تتساقط كل أوراقها الجافة وثمارها الخبيثة وأغصانها الهشة الضعيفة، لتبقى فقط ساقها الأصيلة وفروعها القوية وبعض ورقات لم تزدها الابتلاءات والمحن إلا مزيدا من التشبث والتمسك والثبات، دون أن تفقد نضارتها وحيويتها يتلوها يقظة حقيقية تشكل وعيًا ناضجًا ومقاومةً راشدة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس