محمد عزت ابوسمرة - خاص ترك برس

يخطئ من يتصور أن الإسلام الذي ضحى في سبيل دعوة الناس إليه رسول الله محمد ومات شهيدا من أجله أسد الله حمزة بن عبد المطالب وجاهد في سبيله سيف الله خالد بن الوليد هو "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمصان وحج البيت أن استطعت إليه سبيلا".

تخطئ إن تصورت أن هذه الخمسة هي فقط الإسلام الذي دعا النبي إليه وهاجر أبو بكر له واعتمد عليه عمر في عدله وعثمان في إنفاقه وعبد الرحمن في عطائه.

تخطئ إن تصورت إن هذه الأصول هي فقط الإسلام الذي بحث عنه سلمان وتحمل ما تحمل من أجله بلال وعمار.

تخطئ إن تصورت أن هذه الأصول الخمسة هي الإسلام الذي حول العرب من قبائل بدوية جاهلية متفرقة متناحرة إلى أمة حضارية عالمية إنسانية موحدة.

إن هذه الاصول الخمسة هي فقط ركائز الإسلام وأركانه وأعمدته التي يقوم عليها ولذا يقول النبي صلي الله عليه وسلم في الصحيح: بني الإسلام على خمس؛

شهادة أن لا إله الا الله وأن محمد رسول الله 

وإقام الصلاة 

وإيتاء الزكاة 

وحج البيت 

وصوم رمضان.

تأمل قوله "بني  الإسلام...".

وقوله أيضا: "إنما مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة...".

تجد أن التصور الصحيح للإسلام أنه بنيان حسن جميل له ركائز يستند عليها هي أعمدته التي يقوم عليها. 

تأمل النبي صلي الله عليه وسلم وهو يقول: "الصلاة عماد الدين".

وأبو بكر وهو يقول: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة"، فهم  مبني على آيات القرآن الكريم التي لطالما قرن الله تبارك وتعالى فيه بين الصلاة والزكاة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة".

وكما أن له أصول له فروع الأولى تتسم بالثبات والرسوخ والثانية تتصف بالمرونة والحيوية.

أصول وفروع كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.

ومن لوازم البنيان الحسن الجميل أنه يصلح للإقامة فيه والمحافظة عليه والدفاع عنه.

الإقامة فيه لأن فيه كل مقومات الحياة الكريمة والعيش النبيل والمحافظة عليه من إجراءات التغير وسلوكيات التحريف التي تستهدف تشويه معالمه والوقوف سدا منيعا في وجه خصوم هذا البنيان الذين دفعهم حقدهم وحسدهم إلى إنفاق الأموال الطائلة وتجيش الجيوش الهائلة وتكرار الحملات الغادرة من أجل هدم وتدمير وتخريب هذا البنيان الحسن الجميل.

ومن جمال هذا البنيان وحسنه أنه شامل لجميع مظاهر الحياة تري فيه العقيدة بصفائها. 

والعبادة بنضارتها.

والسياسة بأخلاقها.

تري فيه القيم والسلوكيات الحميدة التي تغيث الملهوف.

وتفرج الكروب.

وتدخل السرور.

وتنصر المظلوم.

نظام شامل لجميع  مظاهر الحياة دولة ووطن أو حكومة وأمة، خلق وقوة أو رحمة وعدالة، ثقافة وقانون أو علم وقضاء، جهاد ودعوة أوجيش وفكرة، مادة وثروة أو كسب وغني كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس