أركان تان -صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية السابقة "كونداليزا رايس" قالت: "احتلت أمريكا العراق ليس لإحلال الديمقراطية فيه كما ادّعت، وإنما لإسقاط صدّام حسين"، وهذا اعتراف خطير بالجريمة من قبل أمريكا التي تَعدّ قائدة للاتفاقية الصليبية والصهيونية، إذ تستخدم كلمة "احتلت بلا حرج"!!!

كنا نظنّ أنّ الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات وسيادة القانون وحرية التعبير وغيرهم من القيم الأخرى، هي قيم ومفاهيم أساسية لدى الغرب. إلا أنّ الزمن أثبت للجميع مرة أخرى أنّ هؤلاء ليسوا سوى كاذبين فيما يخص ادّعاءاتهم حول هذه المفاهيم.

لا يؤمنون بتلك المفاهيم ......إنما يستغلون باسمها

في الحقيقة كنا ندرك أنهم كاذبون فيما يخص قيمهم المزعومة، ولكننا أصبحنا شهودا على كذبهم مرة جديدة، واستنتجنا أنّ هذه المفاهيم تُستخدم من قبل الغرب "المتمدّن" في سبيل نشر الفوضى في الدول الاخرى وفي سبيل استغلالها.

لم يرغب الغرب في يوم من الأيام باستخدام وتطبيق هذه المفايهم والقيم مع الآخرين، وبشكل خاص مع المسلمين، ويستغل الغرب هذه المفاهيم بهدف التدخل في السياسات الداخلية للدول الأخرى، ونشر الفوضى فيها فقط لا غير.

قتل الأتراك والمسلمين مباح

ومن الممكن أن نلاحظ أنّ هذه المفاهيم تتلاشى في الدول الغربية ذاتها، بمجرد أن يحدث أمر ما لا يتوافق وأهواءهم داخل أراضيهم، ألم نشهد مصداق ذلك من خلال تطبيقاتهم وإجراءاتهم التعسفية إزاء إخواننا الذين يعيشون في دول أوروبية؟ ألم نرَ يافطات في قلب أوروبا، تحمل صورة لأردوغان وقد وجّه مسدس إلى رأسه، وفيها عبارات تدعو إلى قتله صراحة؟...ما الإجراء أو القرار الذي اتخذوه إزاء هذا التصرّف المخزي الذي شهدته دولة في قلب أوروبا؟ 

ادّعوا أنّه لا يوجد في رفع تلك اليافطة أمر مخالف لقوانينهم وانتهى الأمر.

تمكنوا من تحويل مفهوم الجريمة إلى أمر عادي...لقد اعتدوا بتلك اليافاطات على كيان وحقوق إنسان آخر، ولم يجدوا حرجا في ذلك، أتدرون لماذا؟ لأن تلك اليافطة كانت تستهدف إنسانا تركيا ومسلما في الوقت نفسه، ولذلك مفاهيمهم فجأة تتلاشى.

يستغلونها بهدف إسقاط الدول

عندما وقف القادة المنتخبون أمام بابا الفاتيكان باستعداد، نسوا مفهوم العلمانية. وفي الوقت نفسه دعاة العلمانية في بلادنا لم يتفوّهوا بكلمة واحدة إزاء ذلك، إذ يدّعون على الدوام بضرورة فصل الدين عن الدولة، وقادات تلك الدول التي تدّعي الفصل يقفون باستعداد أمام البابا لأخذ الرضا..

ألم تصل أوروبا خلال مرحلة الاستفتاء في تركيا، إلى أعلى مستويات الفاشية؟ ألم يعرضوا مرحلة النازية أمام أعيننا مرة جديدة من خلال ما قاموا به؟ ألم تشهد الدول الأوروبية بشكل يومي في كثير من مناطقها اعتداءات على مساجد المسلمين ومعتقداتهم؟ دعوا الدول الأخرى جانبا، إننا نجد عدم إيمانهم وتطبيقهم لمفاهيم الحريات والديمقراطية وغيرهما في بلدانهم نفسها. إن هذه المفاهيم الطنانة اخترعت في سبيل قتل واستغلال المسلمين، ونشر الفوضى في الدول الإسلامية، وهذا ما في الأمر كلّه

عن الكاتب

أركان تان

إعلامي وكاتب لدى صحيفة تقويم التركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس