أركان تان - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس

أود التحدث عما حصل ليلة 15 تموز/يوليو مرة أخرى.

لم يكن عناصر تنظيم الكيان الموازي لوحدهم في تلك الليلة. إلى أي فئة من المجتمع ينتمي الانقلابيون الموجودون في تركيا؟ وكذلك الأشخاص المتعاونون مع تنظيم الكيان الموازي؟ من الذين كانوا في انسجام روحي وعقلي في تلك الليلة؟

الإجابة بسيطة جداً. ينتمي أتباع فتح الله غولن الخائن إلى مجموعات مختلفة. إذ كان بعض العناصر المذهبيين من الجيش، الشرطة، القضاء والإدارة العامة، من الفاعلين الأساس في هذه الخيانة.

كان مؤيدوا بي كي كي جزءا من هذا المخطط. كان عناصر حزب التحرير الشعبي الثوري، والمؤيدون لهم جزءا أيضا من هذه الخيانة المثيرة للاشمئزاز. إنه أمر غريب، إذ كان البعض من الذين يزعمون الوطنية، وحتى ممن يؤيدون حزب الحركة القومية لكنهم منبوذون من قبل الحزب، يريدون حدوث هذا الانقلاب أيضاً. كما كان البعض من الذين يزعمون أنهم من أتباع أتاتورك، لكنهم لا يمتون بأي صلة لأتاتورك في الحقيقة، مشاركين في هذه الرذيلة. إضافة إلى الذين يشعرون بالحقد والكراهية تجاه الرئيس أردوغان لعدة أسباب مختلفة، كانوا جزءا من الخيانة في تلك الليلة.

لقد سخروا من مناوبات الديمقراطية:

لم أزعم أن الأشخاص جميعهم، من الذين ينتمون إلى الفئات التي ذكرتها في الفقرة السابقة قد شاركوا في هذه الخيانة، لكن شارك البعض منهم في ذلك بكل ما تحمله كلمة المشاركة من معنى. ذلك إلى جانب القسم الذي لم يشارك فعلياً في الانقلاب، ولكن كان من الداعمين له سراً. في حين وجه آخرون دعماً غير مباشر للانقلاب بغاية كسر مقاومة الفئة المعارضة للانقلاب. فضلاً عن الذين دعموا الانقلاب فيما بعد من خلال السخرية والاستهزاء بمحاولة الانقلاب، وذلك باستخدام عبارة "انقلاب مدبر".

انتظر البعض حدوث انقلاب. أرداوا أن تنجح هذه المبادرة. شعروا بالفرح والحماس عند سماعهم بحدوث انقلاب 15 تموز/يوليو. علقوا على المسألة وكأنها أمر طبيعي ومتوقّع.  لم يشاركوا أبدا في مناوبات الديمقراطية التي استمرت لأسابيع عدة، كما قطعوا علاقاتهم مع الفئة المشاركة. واستمروا بالسخرية من مناوبات الديمقراطية، والمناوبين خلالها أيضاً.

عن الكاتب

أركان تان

إعلامي وكاتب لدى صحيفة تقويم التركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس