ترك برس

بدأ تجار سوريون في الفترة الماضية بدخول عجلة الحركة التجارية لسوق "عثمان بي" (Osmanbey)، أحد أهم أسواق الموضة في قلب إسطنبول، الذي أُصيب بتباطؤ في الحركة التجارية في السنوات الأخيرة، تمثّل في وجود العديد من المحلات التجارية الفارغة في السوق لوقت طويل.

وفي هذا السياق، يقول رئيس جمعية رجال أعمال النسيج في عثمان بي "إيلكر قره طاش" بأن "الانتخابات وحملاتها شغلت جدول أعمال تركيا لفترة طويلة، ضعف خلالها التركيز على الاقتصاد. وبالتالي تباطأت عجلة الاقتصاد، وكان من الممكن رؤية لافتات "محل للإيجار" معلقة على الكثير من محلات عثمان بي".

ومع دخول السوريين إلى عثمان بي في السنوات الأخيرة، بدأ السوق يشهد انتعاشًا بسبب تشغيل السوريين للمحلات التي كانت فارغة لفترة طويلة، وتقديمهم إضافة نوعية في الموديلات والبضائع، وجذبهم شريحة جديدة من الزبائن، مما أدى إلى تنشيط حركة السوق.

وعلى الرغم من مساهمة السوريين بتنشيط الحركة في عثمان بي، إلا أن هناك تحديات تكتنف دخولهم إلى أحد أهم أسواق الموضة في تركيا، وأهمها مواكبة أفضل أسواق تركيا في صنع الموضة من حيث الموديلات والألوان، والالتزام بقواعد التجارة والأمور الرسمية في التعاملات التجارية التي اشتكى منها بعض تجار السوق.

ودعا قره طاش إلى أهمية وضع التعاملات التجارية في عثمان بي تحت السيطرة، للحيلولة دون أن وجود بيئة تنافسية غير عادلة، وذلك من خلال الالتزام بإجراءات العمل الرسمية وفق الضوابط التي حددتها القوانين النافذة.

ومن جهته، يشير قره طاش إلى أنه لم يكن من الممكن في السابق رؤية محلات تجارية فارغة في حي عثمان بي رغم ارتفاع قيمة الإيجارات، إلا أن تباطؤ الحركة التجارية وفروغ قسم من المحلات دفع بعض أصحاب المحلات إلى تخفيض أرقام الإيجارات العالية جدًا، لتصل إلى ما يقرب من 50 في المئة. ويقول: "يمكنني القول الآن إن نسبة المحلات التي تم تأجيرها وعادت لتقوم بدورها في إنعاش السوق جيدة نسبيًا، ويعود الفضل في ذلك إلى انخفاض الإيجارات والسوريين".

واستدرك قائلًا: "ليس كل من قَدمَ إلى تركيا من السوريين هم من الفقراء. فقد لجأ إلى تركيا بعض الأثرياء وكبار التجار رؤوس الأموال أيضًا. يمكن رؤيتهم في شوارع عثمان بي، حيث استأجروا بعض المحلات التجارية الفارغة. وبدؤوا بالعمل".

كما أشار قره طاش إلى أن منطقتي أوروبا والشرق الأوسط تشكلان الأسواق الرئيسية بالنسبة لقطاع الغزل والنسيج التركي، إلا أن السنوات الثلاث الماضية، كانت حبلى بالأحداث السياسية التي أثرت على الاقتصاد والمنطقة معًا. 

وأوضح أن السوق الأوروبية تستخوذ على نحو 65- 70 في المئة من حصّة الصادرات من المنسوجات التركية، وتابع: "لذلك، فإن قطاع الغزل والنسيج التركي مرتبط تمامًا بالغرب. وبالنظر إلى السنوات الثلاث الماضية، بإمكاننا القول إن علاقاتنا مع أوروبا ليست على ما يرام. لا أريد الخوض في الأسباب. لكن الجميع يعلم أن علاقاتنا مع أوروبا وصلت مؤخرًا إلى مراحل توتر غير مسبوقة. إن هذه السوق المهمة في العالم بدأت تفرض مقاطعة على المنتجات التي تحمل عبارة "صنع في تركيا". نحن نواجه هذه المعضلة. إن رفض البعض في أوروبا شراء منتجاتنا على خلفية المقاطعة، يدفع كبار المنتجين إلى خفض الإنتاج".

ولفت قره طاش، إلى أن المغرب وتونس يعتبران منافسين لتركيا في السوق الأوروبية، وأن على تركيا الاستفادة من التدابير المتَّخذة في هذين البلدين، ذلك أن غياب السوق الأوروبية يعتبر مؤثرًا جدًا ولا يمكن إيجاد بديل لها، سيما أن أسواق الشرق الأوسط مضطربة، فيما تهيمن الصين على أسواق أفريقيا الوسطى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!