محمد بارلاص –صحيفة صباح- ترجمة وتحرير ترك برس

إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس أردوغان أمس خلال كلمته التي ألقاها في جامعة ابن خلدون كانت تحمل في طياتها معلومات من شأنها أن تسلط الضوء على أهم التطورات التي من الممكن أن تحصل خلال المرحلة المقبلة.

ومن الممكن أن نفهم آلية فهم الدولة التركية للانتقادات التي تأتي من الدول الغربية، وبعض الجهات الداخلية، والتي تتهم تركيا بتقييد الديمقراطيات وحريات التعبير من خلال الجمل التالية التي قالها الرئيس أردوغان أمس:

نهاية الوصاية

منذ عام 2003، ومن دون أن نقدّم أي تنازلات فيما يخص القانون والديمقراطية، قضينا على الوصاية التي نفذت إلى داخل الدولة والمجتمع والسياسة.

وكذلك أوقفنا أعداء الأمة التركية، الذين حاولوا التصغير من شأن الشعب التركي..

إن المدافعين المتحمسين عن عقلية المحظورات، كانوا يمزقون أنفسهم بحجة الدفاع عن الديمقراطية. لا داعي لأن يخدع أحدهم الآخرين. لا يمكن لمن امتلأ ملفه بجرائم متعلقة بالحقوق والحريات أن يعطي الدروس لتركيا. أمامكم رئيس جمهورية سُجن ذات يوم لقراءته شعرا كان موجودا داخل المناهج الدراسية الحكومية.

نطاق الحريات

إن مواجهتنا ليست مع أولئك الذين لديهم طريقة تفكير مختلفة عنا، إنما مع الإرهاب، ومع أولئك الذين يدعمون شبكات الإجرام سواء أكان دعما فكريا أم دعما من خلال التصريحات التي يدلون بها. القيام بدعاية مروّجة للتنظيمات الإرهابية لا يعدّ حرية في التعبير. ولا يمكن لأي دولة كانت أن تسمح للتنظيمات الإرهابية وشبكات الإجرام باختراق الجامعات. لا يمكن البحث عن الحق من خلال استخدام الأسلحة والعنف.

الثناء على الإرهاب

لا توجد أي صلة وصل ما بين الثناء على الإرهاب وحرية التعبير. ولا يمكننا أن نغضّ الطرف عن أولئك الذين يروّجون للإرهاب، تحت غطاء الأكاديمية، وبحجة أنهم أكاديميون. وسنستمر في مكافحة الإرهاب، في الوقت الذي سنحرص فيه على ضمان حرية التعبير ما لم يُستخدم التعبير للترويج للإرهاب.

مرحلة العودة إلى الحياة الطبيعية

بحسب التصريحات التي أدلى بها الرئيس أردوغان ستستمر مكافحة الإرهاب الذي نفذ إلى الجامعات وإلى مؤسسات الدولة المختلفة، بكل عزم وإصرار. وكان قد أكد أردوغان سابقا بأنّ حالة الطوارئ المفروضة ستستمر، وفي ظل هذه التطورات سيستغرق العودة إلى الحالة الطبيعية بعضا من الوقت.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس