ترك برس

رأى جان أجون، الخبير والباحث التركي في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا"، أن هناك أطراف تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، تسعى لتحييد قطر وتركيا اللتان دعمتا التغيير والقوة الثورية في المنطقة العربية.

وقال أجون إن الأزمة التي تواجه منطقة الخليج في الوقت الحالي مرتبطة بالمساعي لإنشاء نظام إقليمي جديد، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة بعد وصول ترامب للرئاسة بدأت في السعي مع بعض الأطراف الإقليمية ومنها إسرائيل لتشكيل الشرق الأوسط من جديد بما يوافق مصالحها.

وخلال حديثه لصحيفة الشرق القطرية، أوضح أجون أن تلك الأطراف يسعون لتحييد قطر وتركيا اللتان دعمتا التغيير والقوة الثورية في المنطقة العربية، مضيفاً بأن هذا المعسكر قد أخذ الضوء الأخضر للقيام بحملة ضد قطر خلال زيارة ترامب الأخيرة للرياض.

ونبّه أجون أن هذه الدول كانت تعتقد أن قطر ممكن أن تسلم الأمر وترضخ لهم بعد ضغوط تستمر لفترة قصيرة. لكن موقف تركيا القوي والحاسم، وكذا موقف دول أخرى مثل الكويت، وباكستان وإيران عزز من الموقف القطري.

يضاف إلى ذلك أن موقف دول في المعسكر الغربي مثل ألمانيا، واختلاف موقف مؤسستي البنتاغون والخارجية الأمريكية عن موقف الرئيس الأمريكي ترامب قضى بفشل الحملة الشرسة ضد قطر.

وقال إن هناك أسباباً رئيسية لاستهداف قطر، السبب الأول أنها انحازت مع تركيا لدعم الحركات الشعبية ومطالب التغيير في المنطقة. كما أن قطر تمتلك القدرات الإعلامية والمالية لتدعم موقفها هذا. أما السبب الآخر فهو أن قطر تلعب دوراً في دعم حركات المقاومة ضد إسرائيل مثل حركة حماس.

ولهذين السببين أصبحت قطر هدفًا لمراكز القوى المرتبطة بإسرائيل والرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وإدارته، بحسب أجون الذي أكد أن العلاقات التركية- القطرية أصبحت أمتن وأقوى خلال الأزمة الحالية. ويعود هذا بدرجة كبيرة لتطابق رؤية البلدين للمنطقة بالإضافة لعلاقاتهم السياسية والاقتصادية القوية.

وشدد على أن تركيا قامت بتمرير الاتفاقية التي تنص على إنشاء قاعدة عسكرية في قطر في البرلمان بشكل عاجل في رسالة دعم واضحة لقطر. كما أنها تبذل كل ما في وسعها لكسر العزلة والحصار المفروضين على قطر.

وأوضح الباحث التركي أنه من المستبعد أن يتطور الأمر بين الدول الخليجية لمواجهة عسكرية، لكن على الجانب الآخر تزداد احتمالية مواجهة عسكرية مع إيران، حيث من المحتمل أن يتم استهداف الميلشيات التي تتحرك تحت النفوذ الإيراني في كل من لبنان وسوريا، ومن ثم من المحتمل حدوث تدخل ضد إيران. وفي المقابل فإن إيران سترد على هذه الحملة بوسائل الحرب غير المتكافئة.

وقال إن الطرفان سيحاولان الاستفادة من نقاط ضعف الطرف الآخر، كما سيلعبان على وتر الخلافات المذهبية والعرقية. مع الأسف، يبدو أنه من الصعب الحديث عن سيناريو إيجابي لمنطقتنا.

وأكد أجون أن الأزمة التي يشهدها الخليج ستؤثر على سوريا، بشكلٍ غير مباشرٍ على الأقل، ففي النهاية لا يوجد من يدعم قوى المعارضة في سوريا بشكل جدي غير تركيا وقطر، وهذا يعني أن الأزمة الحالية ستنعكس بشكلٍ سلبيٍ على المعارضة في سوريا.

وأشار إلى أن فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من قبل الولايات المتحدة والأردن بطبيعة الحال في حالة مواجهة مع عناصر النظام والميليشيات الإيرانية.

ولفت إلى أن ماهية الحرب في سوريا تأخذ شكلًا مختلفاً من جبهة لأخرى، وفي حال القيام بأي حملة ضد إيران فمن المؤكد أن سوريا ستكون إحدى جبهات المواجهة بين الطرفين، كما أن الحملات التي ستستهدف النفوذ الإيراني في سوريا من المؤكد أنه سيكون لها انعكاسات على المعارضة السورية.

وفي 5 يونيو / حزيران الجاري، قطعت دول السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارا بريا وجويا، لاتهامها بـ "دعم الإرهاب"، وهو ما نفته الدوحة.

وشدّدت قطر على أنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.

وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه "واثق بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قادر على إنهاء الأزمة بين دول الخليج وقطر في أقصر وقت".

وأضاف أردوغان أن "مشاعر السخط والاستياء هذه داخل العالم الإسلامي لا تليق بنا، ونحن قادرون على حل هذه الأمور عبر الحوار".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!