ترك برس

في خضم الأزمة الخليجية المستمرة، قال رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" التركية الكاتب إبراهيم قراغول، إن تركيا هي الهدف الأساسي مما يجري في محيطها، لأنها القوة الوحيدة التي تحافظ على دول المنطقة، وتحمي وحدة شعوبها رغم طوائفهم ومذاهبهم، وهي "الوحيدة التي تقف عكس الرياح، وإن سقطت هذه الدولة فلن تصمد أي دولة".

وفي تحليل نشرته "يني شفق"، أشار قراغول إلى أن مقاومة الولايات المتحدة الأمريكية للمجموعات الإرهابية "خدعة"، ومقاومتها لتنظيم داعش "كذبة"، وقيامهم بضم تنظيم الـ بي كي كي إلى قائمة الإرهاب "كذبة"، واعتبارها لدولة تركيا شريكة استراتيجية أيضًا "كذبة".

وأوضح أن زيارة واحدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض ولّدت أزمة قطر، وجزّأت الوحدة الخليجية التي كانت على رأسها السعودية، حتى أوشكوا على احتلال قطر، لكن موقف تركيا أفشل عملية محاصرة قطر، وهكذا تم إيقاف تفعيل الأزمة وقد تكون ليست بأزمة فحسب بل محاولة احتلالية.

وأضاف الكاتب التركي: "لكن كلنا شهد للمرة الأخرى كيفية تغيير أمر واحد لمواقف دول بأكملها، ورأينا ماذا فعل أمر واحد صدر من واشنطن بأمراء النفط والثروات ، ترامب قام بعقد اتفاقية أسلحة بقيمة 12 مليار دولار مع قطر بعد عشرة أيام من تصريحه بأنها دولة تدعم داعش".

وشدّد على أن مصطلحات الديمقراطية والحرية ومقاومة الإرهاب والقيم والأخلاق كلها مجرد خدع هدفها سلب الأموال وهي مجرد مفاهيم مزيفة صنعت فقط ليستمر نظام المافيا العالمي.

وبحسب قراغول، فإن الجهة التي نفّذت حملة اتهام دولة تركيا "بدعمها لداعش" عن طريق حادثة شاحنات وكالة المخابرات الوطنية هي نفسها الجهة التي اتهمت قطر "بدعمها لداعش"، وتعتبر هذه الاتهامات بمثابة سوط أو أداة ابتزازية لهم يستعملونها بهدف إركاع من حولهم، كما أنه يتم إعلان عداوة كل من يعارض هذه الاتهامات بل ويتم تضييق مجاله وصولًا إلى عزله.

ولفت إلى أن "هناك العديد من المؤامرات التي تُرسم ضدنا، لذلك علينا إعادة النظر حول حادثة شاحنات وكالة المخابرات الوطنية، ومراجعة فاعلها ومصدرها، والبحث عن الدولة الفاعلة، ومع من تعاونت منظمة غولن الإرهابية في تنفيذها، وعن هدف رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو من "مسيرات العدالة"، هل هي مسيرات بهدف إخفاء علاقاته السرية؟".

وتابع "إن رئيس الجمهورية أردوغان مستهدف من قبل القوات الدولية، هناك جبهة خطيرة وفعالة كانت وراء اغتيال ياسر عرفات، حيث أنها تستهدف القادة والدول والشعوب ومجالها واسع من محمد دحلان إلى الإمارات العربية المتحدة ومن أمريكا إلى الطغمة السيسي، ومن المخابرات الإسرائيلية إلى تنظيم الـ بي كي كي والـ بي يي دي، ومن السلطات الحرجة في أمريكا إلى حزب الشعب الجمهوري ومنظمة غولن الإرهابية".

وأردف: تعتبر تركيا الهدف الأساسي لتلك الجبهة، لأن تركيا هي القوة الوحيدة التي تحافظ على دول المنطقة، وهي الدولة الوحيدة التي تحمي وحدة شعوبها رغم طوائفهم ومذاهبهم، وهي الوحيدة التي تقف عكس الرياح، وإن سقطت هذه الدولة فلن تصمد أي دولة".

ومضى يقول:"مع العلم أن محاولة 15 يوليو/ تموز ليست محاولة أخيرة، سوف نُبتلى بأشياء كثيرة، وسوف تستمر حرب الباطل والأجانب الاحتلاليين ضد الوطنيين الأحرار، لكن أكبر مقاومة هي هنا في تركيا، وتركيا هي الدولة التي تحمل أمانة حماية وحدة المنطقة".

وذهب إلى أن "المقاومة القاسية مستمرة.. أنا أتحدث عن مقاومة تاريخها يمتد إلى مئات السنين الماضية، فنحن نقاوم على هذه الأراضي منذ الحروب الصليبية إلى اليوم، ولا تنسوا أن تركيا هي أكبر وأهم جبهة في هذه المقاومة".

ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات. وشدّدت الدوحة أنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.

ومؤخرًا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "نأمل أن يتم تسوية الخلاف بين دول الخليج قبل حلول عيد الفطر المبارك. إن اعتراضنا ومعارضتنا للظلم الواقع على أصدقائنا القطريين شيء وصداقتنا لآخرين في المنطقة شيء آخر، وهذه الأمور ليست قطعًا قضايا بديلة أو مناقضة لبعضها".

وأضاف أردوغان: "لذا فإن دعمنا لقطر ليس بديلًا لعلاقاتنا مع الدول الأخرى، تركيا لديها علاقات متعدّدة الأوجه وقويّة مع جميع الدول في منطقة الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ونحن عازمون على مواصلة تطوير علاقاتنا وتعزيزها في كافة المجالات. لذا ليطمئنّ المواطنون السعوديّون ومواطنو الدول الخليجيّة الآخرون الذين يملكون استثمارات في تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!