ديلفين ياسا - اس بي اس - ترجمة وتحرير ترك برس

عندما بدأ الإجهاد يلقي بظلاله علي في وقت سابق من هذا العام، قررت عدم زيارة الطبيب، وبدلاً من ذلك اشتريت إبريق شاي.

بالنسبة لمعظم الناس، عادة ما يقاس الوقت بساعات الحائط أو ساعات اليد أو الهواتف. بالنسبة لي كان يُقاس دائماً بالقهوة. لا أحب شرب الشاي في المقاهي؛ حيث أمسك كوب الشاي بيد مثل الشعلة الأولمبية، ومن ناحية أخرى أمسك باليد الأخرى هاتفي، أو لوحة المفاتيح، أو طفلي. أقول في نفسي إن القهوة ببساطة تساعدني على إنجاز الأمور.

يساعد شرب الشاي التركي الناس على الاسترخاء والاستمتاع، حتى لو كان شاربوه لا يدركون أنهم يفعلون ذلك.

لقد أصبحت أولاً متناغمة مع قوتها في إيقاف الوقت والفوضى والعالم الخارجي عندما كنت طفلة، جالسةً على أقدام أمي، متوسلةً إياها التوقف عن كل ما كانت تفعله والذهاب للتسوق، اذهبي معي، فقط اذهبي، (نعم، كنت مثلها، حتى في سن مبكرة). لم تهتم والدتي كثيرا بهذا الموقف. على الرغم من أنها عملت بجد. حيث قالت متنهدةً: "دعونا نشرب بعض الشاي التركي أولاً". لم يكن هذا تراجعًا سريعًا في عملية إعداد الشاي، كانت ساعة أخرى من الجلوس على قدميها، محدقةً من فوق كأس الشاي مثل جرو دوبرمان المحدق عبر نافذة متجر الجزار. مرت سنوات بهذه الطريقة وعلى الرغم من أنني توقفت مؤخرًا عن الكثير من الأشياء (وظائف ما بعد المدرسة، وحفلات الرقص، وكل شيء آخر)، لا بد لي من الاعتراف بأنني لم أتوقف أبداً عن التمتع بشرب الشاي التركي مع والدي.

عندما أصبحت أكبر سناً، استمتعت وأخي بطقوس شرب الشاي عند والدي، وغالباً نمضي أيام الأحد بعد الظهر باحتساء كوب وراء كوب تحت جدران الياسمين ونحن نستمع إلى الموسيقى ولأصوات الصراصير والأطفال بقرب البركة. هذا هو السبب في أنني عندما كنت أواجه المشاكل في وقت سابق من هذا العام (الخمول المستمر، والقرحة المؤلمة، والقلق الخانق)، لم أكن أذهب لرؤية الطبيب، ولكن كنت أذهب إلى السوبر ماركت التركي في ضاحية سيدني في أوبورن واشتري إبريق الشاي التركي بدلاً من ذلك.

تستغرق طريقة إعداد الشاي وقتاً طويلاً، ولكنها تستحق العناء مثلها مثل معظم الأعمال التي تستغرق وقتاً طويلاً. أولاً يجب أن تغلي الماء في الجزء السلفي من إبريق الشاي، قبل صب أوراق الشاي في الجزء العلوي منه. ثم، تنتظر لمدة 20 دقيقة، حتى يبدأ الشاي بالانحلال في الماء المغلي.

وعندما يصبح الشاي جاهزاً، ما عليك سوى شرب كوب صغير بعد كوب صغير حتى يتم الانتهاء من الشاي. وعليك الجلوس والانتظار بين أكواب الشاي، وبين الرشفات. في هذه الساعة عليك ببساطة أن تتعلم أن تسكن وتستمع بهذا الشاي التركي.

منذ إضافة إبريق الشاي البسيط، أصبحت الحياة أكثر توازناً بالنسبة لعائلتي في عطلة نهاية الأسبوع.

بعد التزامنا بمواعيد بناتي الرياضية، نستيقظ الآن في أيام السبت والأحد ونمضي ساعة أو نحو ذلك في شرب الشاي والاحتفال. بينما أرتشف الشاي، تغني ابنتي الكبرى الأغاني بينما تقرب شقيقتها الأصغر قدميها باتجاه فمي وتطلب مني أن أقبل "أصابعها"، وأخيراً لدي الوقت لشرب الشاي دون خروج أي شخص إلى الخارج. بالتأكيد، وأحياناً لا يصبر أطفالي على الجلوس لأنهم يريدون الذهاب إلى الحديقة واللعب. "ألم تنتهي بعد؟" يريدون أن يعرفوا، يجلسون على قدمي. لا يسعني إلا أن ابتسم لهم. نعم إنه التاريخ يكرر نفسه، لكنني أعلم أنني أعلمهم أهمية شرب الشاي بتمهل.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!