ترك برس

توجد الكثير من الروايات والقصص المختلفة التي تحكي أسطورة شاهميران في مدينة طرسوس جنوب تركيا، فمنها من يقول بأن أول من شاهد شاهميران هو شاب يدعى جامساب ومنها من يقول بأن لقمان الحكيم هو أول من شاهدها لكن في كل الروايات تشترك الخاتمة بمقتل شاهميران.

حمام شاهميران في طرسوس

بالإضافة إلى كون الحمام أثرًا تاريخيًا عريقًا يعود لـ2000 سنة في المدينة، يعتقد سكان طرسوس مقتل شاهميران هنا، ولهذا نرى جدران الحمام مائلة بشكل خفيف للون الأحمر كدليل على دماء شاهميران.

ماهي أسطورة شاهميران؟

قبل آلاف السنين، وبالقرب من مدينة طرسوس، في مغارات تقبع تحت طبقات الأرض السبع، عاشت جماعة من الأفاعي تسمى ميران (Meran)، وكانت ذكية جداً وطيبة القلب. وكانت تعيش بسلام حياة سعيدة هانئة، مؤمنة بالصداقة والمحبة. وكانت على رأسها الجميلة الفاتنة ذات الشباب الدائم شاهميران (Şahmeran)، وحين وفاتها، انتقلت روحها إلى جسد ابنتها.

تقول الأسطورة إن شابًًا اسمه جامساب (Camsab) قابل شاهميران. كان هذا الشاب من عائلة فقيرة، ويجني قوت يومه ببيع الحطب مع رفاقه. وفي أحد الأيام وجد جامساب ورفاقه بئرًا مليئًا بالعسل، وشرعوا باستخراجه والانتفاع به، وكان جامساب هو الذي ينزل إلى البئر لاستخراج العسل. وحين نفد العسل من البئر، تخلى أصدقاء جامساب الجشعون عنه وتركوه في البئر.

في قاع البئر، وجد جامساب فتحة، وأخذ يوسعها بسكّين كانت في جيبه، وبعد جهد طويل تمكن من الانتقال إلى فسحة أوسع، ووقع مغشيًّا عليه من التعب. وعندما استيقظ، وجد نفسه محاطًا بالأفاعي والثعابين. ثم جاءت شاهميران التي كانت نصف إنسان ونصف أفعى، وشرعا بالحديث، وقصّ جامساب عليها حكاية الخيانة التي تعرض لها.

وبعد أن أنهى الشاب قصته، أخبرته شاهميران بأنها ستقوم بإخراجه من البئر بشرط أن يكتم سر مخبئها طوال حياته، فقطع الشاب لها وعدًا بذلك. وعندها، قامت شاهميران بتزويد جامساب كفايته من الأموال، وأخرجته من البئر.

وحين عاد الشاب إلى قريته، سمع أن الأطباء وصفوا لحاكم بلاده المريض، أن يأكل من لحم شاهميران كي يتماثل للشفاء، فظل صامتًا ولم يُفشِ السرّ. وفي يوم من الأيام، بينما كان يتسامر مع أصدقائه، أخبرهم سهوًا أنه قابل شاهميران، فما كان منهم إلا أن أوصلوا الخبر إلى لحاكم. فقام الحاكم باستدعاء جامساب وسأله عن مكان شاهميران، فرفض جامساب طلب الحاكم رفضًا قاطعًا. فقام وزير الحاكم بإغراء الشاب بالمال والذهب وعرض عليه منصب الوزارة، فدلّ جامساب  الوزير على مخبأ شاهميران.

فذهب الوزير إلى البئر، وقرأ تعاويذ سحرية، وأخرج شاهميران من البئر على صفيحة من ذهب، فانقضّ رجال الوزير عليها وقاموا بقتلها، وأخذوا لحمها إلى الحاكم، وشفي الحاكم فور تناوله اللحم.

هذه هي قصة إخلاص وحسن نية شاهميران تجاه البشر، والخيانة التي قوبلت بها في المقابل، ووفقا للأسطورة عندما تركت شاهميران عالمها تحت الأرض أخبرت الأفاعي بأنها ذاهبة لتتزوج وما زالت الأفاعي تجهل مقتل شاهميران وتظنها على قيد الحياة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!