ترك برس

رأى خبراء ومحللون سياسيون أن مسارعة تركيا بتقديم الدعم العسكري لقطر في أعقاب اندلاع الأزمة الأخيرة مع دول الحصار الأربعة، قد حال دون غزو محتمل لقطر أو الإطاحة بالأمير القطري،لكنهم أشاروا إلى أن هذا الدعم أضاع على تركيا فرصة لعب دور الوسيط.

وقال المحلل السياسي التركي، سرهات إركمين لمحطة دويتشه فيله، إنه على الرغم من أن الحصار الذي تقوده السعودية موجه أساسا إلى قطر، فإن المطالب المتعلقة بتركيا وإيران أضافت بعدا إقليميا أوسع إلى الأزمة.

وأضاف إركمين أن ما يحدث منذ أوائل يونيو/ حزيران يعكس تغييرات جوهرية أكثر في الخليج، فالقوى الإقليمية والخارجية تشارك فى صراع على السلطة فى الشرق الأوسط، وأعتقد أنه يتعين علينا النظر إلى قضية قطر من خلال هذه العدسة".

من جانبه رأى غالب دالاي، مدير البحوث في منتدى الشرق والزميل المشارك في مركز الجزيرة للدراسات، أن تركيا فقدت فرصة لعب دور الوسيط المحايد في الأزمة الحالية، واختارت الانحياز إلى أحد الأطراف، بتقديمها مساعدات اقتصادية وسياسية فضلا عن مساعدات عسكرية رمزية لقطر، حيث أرسلت فرقة عسكرية صغيرة إلى البلاد لأغراض التدريب.

في المقابل يعتقد كثير من المراقبين  أن دعم تركيا لقطر قد حال بالفعل دون غزو محتمل لقطر أو الإطاحة بالأمير القطري.

وقال وضاح خنفر، المدير العام السابق للجزيرة، للمحطة الألمانية " لولا التدخل التركي، لكان من الممكن أن تتصاعد الأزمة إلى نقطة أكثر خطورة."

وأضاف: "هذا يعني أنه كان بإمكاننا أن نشهد نوعا من التدخل العسكري،وهو ما كان سيشعل  حربا أخرى في المنطقة، لكن وعد تركيا بارسال قوات الى قطر أوقف هذا النوع من التصعيد وخلق مسارا آخر للمفاوضات والمطالب".

بدوره شكك سلطان بركات، مدير مركز النزاعات والدراسات الإنسانية في معهد الدوحة، في جدوى خيار غزو قطر عسكريا. وقال إن دول الخليج ما تزال تذكر جيدا الغزو العراقي للكويت، مشيرا إلى أن غزو قطر يختلف كثيرا عن التدخل السعودي في البحرين في ذروة  احتجاجات الربيع العربي ضد نظامها الملكي، حيث إن البحرين حليف سعودي وثيق، وكانت الرياض تسعى إلى دعم نظامها المعرض للخطر.

ولفت الباحث التركي غالب دالاي، إلى أن هذه الأزمة هي مقدمة للواقع المتغير في الخليج.وقال "إن هذا الاستقطاب السياسي الغريب حاليا فى المنطقة على وشك أن يصبح الوضع الطبيعي الجديد".

وفيما يتعلق بالخطوة التركية المقبلة في حالة استمر تدهور الوضع أشار دالاي إلى أنه ليس واضحا ما ستفعله تركيا في حالة التصعيد العسكري، مضيفا أن أنقرة تريد أن تلعب دورا رادعا لكنها لا تريد أن يوضع هذا الدور محل اختبار.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!