ترك برس

نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقالا للمحلل الاقتصادي، نائب المدير العام للمعهد الوطني للطاقة، ألكسندر فرولوف، يسأل فيه عن أسباب بحث القيادة التركية عن مشروعات جديدة لنقل الغاز إلى تركيا ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي، لا تقتصر على مشروع السيل التركي مع روسيا.

وكتب فرولوف أن خطط تركيا في أسواق الغاز تتخطى حدود المشروعات الروسية– التركية المشتركة، لأن تركيا كما يبدو تنوي أن تلعب دور محور الطاقة لتوصيل الغاز إلى دول جنوب أوروبا.

وفي هذا الصدد أشار المحلل الروسي إلى أن تركيا واسرائيل تخططان قبل نهاية السنة الحالية لتوقيع اتفاقية لمد خط أنابيب لنقل الغاز إلى الاتحاد الأوروبي. كما أشير إلى مستقبل نقل الغاز من إيران وكردستان العراق. كما لم تهمل تركيا وبالطبع، مشروع نقل الغاز من أذربيجان إلى تركيا ومنها إلى الاتحاد الأوروبي.

وينوه فرولوف إلى أن إسرائيل تحولت من دولة مستوردة للغاز إلى مصدرة له بعد اكتشافها حقول الغاز لفيتان وتامار. وتستطيع إسرائيل تصدير الغاز إلى مصر، لكن السوق المصرية ليست كبيرة، لذلك تبحث تل أبيب عن أسواق أكبر في أوروبا، وإن كانت تل أبيب لن تتمكن من تصدير الغاز إلى أوروبا قبل عام 2025.

كما أن مشروع أذربيجان "الممر الجنوبي للغاز" (16 مليار متر مكعب)، الذي تعدُّه المفوضية الأوربية مشروعا حيويا للاتحاد الأوروبي، يثير بعض الشكوك، حيث يخطط لتوريد 6 مليارات عبره إلى تركيا و10 مليارات متر مكعب إلى الاتحاد الأوروبي، في حين أن مشروع "السيل الشمالي-2" ستبلغ كلفته 11 مليار دولار بطاقة تبلغ 55 مليار متر مكعب.

ويبدو أن المفوضية الأوروبية غير مهتمة بحقيقة أن حجم الغاز الأذربيجاني غير كاف لتوريد 10 مليارات متر مكعب سنويا إلى المستهلك الأوروبي، أي أنها ستضطر إلى شراء الغاز من روسيا لتغطية النقص. وبالطبع، هناك توقعات بمشاركة دول أخرى من المنطقة في هذا المشروع مثل إيران التي تورد الغاز إلى تركيا منذ سنوات.

ويعد  مشروع السيل التركي أفضل المشروعات التي تراهن عليها تركيا، حيث تبلغ طاقته 31.5 مليار متر مكعب، ومن المفترض أن يصل نصف هذا الحجم إلى أوروبا.

ويخلص فرولوف إلى أن اهتمام تركيا بمشروعات نقل الغاز ليس محصورا في الحصول على نسبة من الترانزيت، بل في أنها تتطلع منذ سنوات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. أي أن تنفيذ المشروعات المذكورة سيحولها من وضعها الحالي إلى أهم شريك للاتحاد الأوروبي، الذي لا يمكن التغاضي عنه. وبذلك ستصبح تركيا بوابة الغاز لأوروبا. وبالتالي سيتعزز موقفها لدى التفاوض مع الاتحاد الأوروبي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!