راجفان سيث رحمن - جالف تايمز - ترجمة وتحرير ترك برس

بلغ حجم التجارة الثنائية بين قطر وتركيا  في عام 2016 أكثر من 900 مليون دولار، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الزيادة الكبيرة في الواردات  القطرية. وبعد أسبوعين من بدء الحصار الاقتصادي، تضاعفت الصادرات التركية إلى قطر ثلاث مرات لتصل إلى 32.5 مليون دولار، من بينها 12.5 مليون دولار من المواد الغذائية. وتجري تركيا مناقشات مع قطر بشأن طرق بديلة لضمان استمرار إمدادات تركيا.

ساهم إطلاق اللجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية في عام 2014، التي عقدت أول اجتماع لها في الدوحة في كانون الأول/ ديسمبر 2015 برئاسة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تعزيز العلاقات بين البلدين على جميع المستويات من خلال توقيع 22 اتفاقية في جميع جوانب التعاون، بما في ذلك السياسة والأمن والتمويل والصناعة والطاقة والبنوك والتعليم والجامعات.

وقد  تعزز هذا التعاون مع عقد الاجتماع الثاني للجنة في مدينة طرابزون التركية في ديسمبر 2016، الذي شهد توقيع عدة مذكرات تفاهم في مختلف المجالات للمساهمة في دفع العلاقات بين البلدين إلى الأمام.

استحوذ بنك قطر الوطني (QNB)  على حصة البنك الوطني اليوناني في "فينانس بنك" في تركيا البالغة 99.81٪ مقابل 2.94 مليار دولار أمريكي. كما استحوذ البنك التجاري القطري (CBQ) على حصة بنسبة 75٪ في  بنك ألترناتيف التركي الذي يقدم خدماته غاليا للشركات متوسطة الحجم. واستحوذ بنك الاستثمار" كيو إنفست"، المجموعة الاستثمارية الرائدة في قطر، على "إرغو بورتفوي"، إحدى أضخم شركات إدارة الأصول الإسلامية وأسرعها نموا في تركيا.

ويعزى توسع المصارف القطرية في تركيا إلى تنامي العلاقة بين البلدين، فضلا عن رغبة البنوك المحلية القطرية في إيجاد فرص استثمارية قابلة للاستمرار خارج السوق المصرفية القطرية لتحقيق مزيد من التنوع في الاستثمارات.

أصبحت قطر أحد أكبر المشترين للأصول المالية في السوق التركي في ضوء مبادرات البنوك القطرية في السنوات القليلة الماضية للاستثمار في الخارج، إما عن طريق إنشاء فروع في عدد من مدن وعواصم العالم، أو عن طريق الدخول في شراكات مع بنوك أخرى لإنشاء وحدات مصرفية مشتركة.

وقد أصبحت تركيا واحدة من الأسواق الجاذبة الرئيسية للمستثمرين القطريين. وقد تجاوزت الاستثمارات القطرية مليار دولار، مدعومة بالعدد المتزايد من السياح القطريين إلى تركيا، الذي بلغ نحو 35 ألف سائح في عام 2016. وتمثل تركيا وجهة اقتصادية مهمة  للقطريين للاستمتاع بفرص استثمارية واعدة في جميع المجالات، بما في ذلك الطاقة والنقل والسياحة والخدمات المصرفية ، والعقارات.

تعمل كثير من الشركات التركية في قطر في مجال تطوير البنية التحتية ومشاريع كأس العالم. وهناك نحو 60 شركة تركية تعمل في قطر، وتشارك في 35 مشروعا. وبلغت قيمة هذه الشركات نحو 14 مليار دولار في نهاية عام 2016.

ويعكس التطور الكبير فى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين حرص القيادة على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية فى المجالات كافة، من أجل تحقيق مزيد من الإنجازات الملموسة وخاصة فى القطاع الخاص وقطاع الأعمال الخاص.

ضيفت الدوحة الدورة السادسة للجنة المشتركة القطرية التركية للتعاون الاقتصادي والتقني في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 كشكل من أشكال التعاون والتنسيق بين القطاع الخاص في البلدين. ووصل عدد الشركات التركية العاملة في دولة قطر برأسمال قطري تركي إلى 242 شركة بينما بلغ عدد الشركات ذات رأس المال التركي 26 شركة.

وفي نيسان/ أبريل 2017، انطلقت الدورة الأولى لمعرض إكسبو تركيا في قطر تحت رعاية غرفة قطر. وشهد المعرض مشاركة مجموعة متنوعة من أبرز الشركات التركية في العقارات والاستثمارات المباشرة والمشتريات وشراكات المشاريع المشتركة.

وأدى المعرض إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ما جعلهما المراكز الاقتصادية الرئيسية في المنطقة. وتتقاسم قطر وتركيا الرؤية والقيم التي ستعزز قدرة قطر على الصمود وتوفر فرصا ثنائية بين البلدين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس