ترك برس 

تقع مدينة أكهيسار (Akhisar) التابعة لولاية مانيسا (Manisa) على الطريق الواصل بين إسطنبول وإزمير. وفي هذا الموضوع يصحبكم الكاتب التركي "أوغوز إيسين" في جولة تاريخية حول المدينة كتب عنها في موقع "غيزي مانيا".

في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وصلت مجموعات من المحاربين الأمازونيين إلى المنطقة الواقعة بين أكهسيار وديكيلي (Dikili)، واستوطنوا هذه المنطقة، أي يمكننا القول بأن أول من أسس مدينة أكهسار هم المحاربون الأمازونيون في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.

وبعد مرور 1300 سنة أي في السنة 24 قبل الميلاد أصاب المنطقة زلزال أدى إلى انهيارها، وأصبح اسم المنطقة "ثياتيريا" على اسم أحد القادة الأمازونيين. وقد تعاقبت حضارات وشعوب مختلفة في المنطقة على مر العصور كالحثّيّين والأكاديين والليديين والإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البيزنطية وإمارة ساروخان وأخيرا الدولة العثمانية.

وفي عام 1308 وبعد سقوط الدولة السلجوقية وبداية عصر إمارات الأناضول استعاد ساروخان بيك مانيسا من البيزنطيين، وأسس إمارة ساروخان أوغلو وأصبح اسمها "أكهيسار" أي "القلعة البيضاء" باللغة التركية. وفي عام 1412 وبعد هيمنة الدولة العثمانية على المنطقة أصبح سنجق ساروخان جزءًا منها.

بدأت رحلتنا بانطلاقنا من إزمير باتجاه إسطنبول، ووصلنا إلى مدينة أكهيسار، وعند دخولنا المدينة انعطفنا يمينًا لنصل مباشرة إلى مركز وسوق المدينة. وستشاهدون في الأمام بلدية أكهيسار، وتشاهدون أيضًا جامعًا بمئذنة واحدة هو جامع "غُل روح الجديد" (Yeni Gülruh Camisi) الذي تم بناؤه بأمر من زوجة السلطان بيازيد الثاني "غُل روح" (Gülruh) والذي تم ترميمه حديثا.

ومن الجوامع المشهورة هناك أيضا:

أولو جامع (الجامع الكبير) Ulu Camii

لم يطرأ على أقسام هذا الجامع أو جدرانه الجنوبية أي تعديل منذ 700 عام، ولكنه تعرض لبعض الإضافات والترميمات من الجهتين الغربية والشرقية. وكان عبارة عن كنيسة قديمة لم يتم تحديد تاريخ بنائها، تم تحويلها إلى جامع.

جامع الباشا Paşa Camii

بني الجامع في مركز المدينة عام 1469، وأطلق عليه اسم (صاري أحمد باشا). ويتميز عن غيره من الجوامع بأنه يحوي مصليين اثنين، واحد في اليمين والآخر في اليسار، ويتميز أيضا بنوافذه الزجاجية الملونة التي أنتجها أول مصنع زجاج في تركيا.

ذهبنا إلى سوق المدينة المركزي وتساءلنا فيما إذا كان هناك شيء يؤكل غير الكفتة، وحسب ما سمعنا فـ"الكوارع" و"الدوغرما" أكلتان مشهورتان هناك، وبعد الأخذ بنصيحة أحد الأصدقاء ذهبنا إلى مطعم يسمى "شن كاردشلار" (Şen Kardeşler). تفاجأنا لدى دخولنا المطعم بأن العمال قد استعدوا لإقفاله، وأخبرنا صاحب المطعم بأنه كان علينا المجيء في الصباح الباكر، لكنّ ما لفت نظرنا أن طناجر الطعام تغلي على نار هادئ في فرن الحطب وأخبرنا الطباخ بأن الكوارع تحضر على نار هادئة لمدة 15 ساعة.

وبعد خيبة أمل تركنا المطعم و توجهنا إلى مطعم "جان للكفتة" حيث أكلنا وجبة كفتة لذيذة، وبعد خروجنا من المطعم قيل لنا غنه يتوجب علينا شراء لحم طازج من عند محل قصابة مشهور اسمه "ألتن سطر" (Altınsatır).

تجولنا  في السوق وتحدثنا قليلا إلى التجار، وكان وقتها الجو حارا فقررنا العودة إلى مدينتنا، لكن قبل ترك المدينة شدت انتباهنا منازل أكهسار القديمة والعريقة.

كانت رحلة جميلة وممتعة حقًا. أنصحكم بزيارة مدينة أكهيسار والتعرف عليها عن قرب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!