ترك برس

قالت وكالة إيرانية شبه رسمية، إن المحادثات التي أجراها رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد محمد باقري، مع المسؤولين الأتراك خلال الأسبوع الماضي، تركّزت على 4 ملفات أساسية، على رأسها الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق.

وأشارت وكالة تسنيم الإيرانية، في تقرير لها، إلى أن باقري أجرى خلال زيارته إلى أنقرة والتي بدأت الثلاثاء الماضي واستمرت لثلاثة أيام، مباحثات في غاية الأهمية مع المسؤولين السياسيين والعسكريين الأتراك.

وأوضح التقرير أن أهمية الزيارة هذه تأتي كون أن أحدا من رؤساء أركان القوات المسلحة الإيرانية السّابقين لم يقم بأي زيارة خارج الحدود الإيرانية حتى تاريخ زيارة العميد باقري.

وأفاد لأن "الوفد العسكري الإيراني الّذي زار تركيا ضم كل من العميد باقري، وقائد القوات البرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية العميد باكبور، قائد شرطة الحدود العميد رضائي، بالإضافة إلى عدد من القادة والمسؤولين العسكريين الإيرانيين".

وبحسب تسنيم، فإن الملفات التي تركّزت عليها محادثات الوفد الإيراني مع المسؤولين الأتراك كانت على الشكل التالي:

معارضة إيران وتركيا لاستفتاء إقليم كردستان حول الاستقلال

ذكرت الوكالة الإيرانية أن استفتاء كردستان العراق كان من أهم مواضيع المباحثات التي جرى فيها تبادل وجهات النظر بين البلدين على أعلى المستويات العسكرية والأمنية. فعلى الرغم من معارضة دول المنطقة لإجراء هذا الاستفتاء وكذلك معارضة الحكومة المركزية العراقية فلا يزال برنامج الاستفتاء على قدم وساق في أواخر أيلول الجاري.

وأضاف التقرير أن العميد باقري وخلال لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكّد أن هذا الاستفتاء سيجرّ المشاكل والاشتباك إلى الداخل العراقي كما ستؤثر هذه المشاكل على الجوار العراقي ومن ضمنهم إيران وتركيا. وأضاف رئيس أركان القوات المسلحة: "لهذا السبب يؤكد البلدين أن إجراء هذا الأمر ليس ممكنا ولا يجب أن يحدث".

تركيا والأزمة السورية

وقالت تسنيم إن إحدى المواضيع التي حملها العميد باقري إلى تركيا كانت الأزمة السورية حيث لا تزال سوريا تعاني منذ سنوات عديدة من أزمة مفروضة عليها، فيما تقف الحكومة التركية في صف المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد وللحكومة الشرعية في هذا البلد.

وأضافت: "الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها مختلف المدن التركية بالإضافة إلى ضغوط القوى العالمية مثل روسيا والتي تمارسها على تركيا، أوصلت تركيا إلى حقيقة مفادها بأنه لا يجب إسقاط الحكومة الشرعية في سوريا وهذا ما أكّدته مواقف الرئيس التركي أردوغان ورئيس وزرائه حيث شددوا على أن المفاوضات السياسية العسكرية هي الطريق للوصول إلى السلام في سوريا"، على حد قولها.

وعلى هذا الأساس أجرى العميد باقري مفاوضات مع المسؤولين الأتراك حول التعاون بين الدولتين من أجل إحلال الأمن والاستقرار في سوريا وجرى النقاش وتبادل وجهات النظر. وأكّد الطرفان خلال هذه اللقاءات على المسار الإيجابي لمفاوضات أستانا ومن خلال اجتماعات الخبراء التي تعقد في طهران وأنقرة فإن مسار السلام يسير بشكل ثابت في سوريا، وفق تسنيم.

وبحسب التقرير، قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية بعد لقاءاته أن المسؤولين في تركيا يؤكدون على مسار التنسيق وأن هذا المسار مستمر. كما لفت باقري بعد لقاءه بوزير الدفاع التركي إلى "ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بما يشكّل مصلحة لاستقرار وأمن جميع الدول وذلك ردا على الأحاديث حول تواجد الجيش التركي في مناطق شمال سوريا".

وفي هذا السياق أكدت صحيفة "ديلي صباح" المقربة من الحزب الحاكم التركي على أن إيران وتركيا اتفقتا على تحديد مصير محافظة إدلب التي يحتلها الإرهابيّون منذ مدة. ولم يؤكّد حتى الآن هذه المعلومة أيّ من المسؤولين الرسميين الإيرانيين أو الأتراك حول الاتفاق "الثنائي" حول إدلب، لكنّه من المفترض أن يكون للجيش الروسي دور في إجراء هذا الاتفاق الّذي أكّدت عليه وكالة سبوتنيك نقلا عن مسؤولين روس.

التعاون المشترك لمكافحة تنظيم "بجاك"

تقرير الوكالة الإيرانية، أفاد بأن "رئيس أركان القوات المسلحة بحث موضوع أمن الحدود بين البلدين إضافة إلى المواضيع التي تم ذكرها أعلاه. وبما أن إيران تكافح إرهابيي تنظيم البجاك منذ أعوام، فإن أي تنسيق مع تركيا حول مكافحة عناصر هذا التنظيم المتفرع من مجموعة الـ "ب كي كي" سيكون مفيدا ومثمرا للغاية".

وفي هذا السياق كان لافتا تواجد قائد القوات البرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية خلال تفاصيل هذه الزيارة خاصة وأن المنطقة الحدودية الواقعة شمال غرب إيران والمحاذية للحدود التركية تقع ضمن دائرة عمليات العميد باكبور، كما جرى التأكيد على ضرورة مكافحة ظاهرة التهريب بين البلدين كما جرى التباحث حول النية التركية لإقامة جدار على الحدود التركية مع إيران.

وخلال هذه المباحثات جرى التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين البلدين وذلك من أجل رفع مستوى الأمن التي تتمتع بها الحدود الشمالية الغربية لإيران مع تركيا، وفق تسنيم.

تعزيز التعاون العسكري والدفاعي

وبحسب التقرير، فإنه جرى التفاهم على تعزيز العلاقات العسكرية بين إيران وتركيا وعلى هذا الأساس جرى التوقيع على مذكرة تفاهم مبدئية لتعزيز العلاقات الجامعية بين البلدين خصوصا فيما يخص التعاون التعليمي في المجال العسكري، تمهيدا لتوقيعها من قبل وزيري دفاع إيران وتركيا.

وفي هذا السياق أيضا تم الاتفاق على فتح مجال لتبادل طلاب العلوم العسكرية بين البلدين وإجراء دورات تعليمية مشتركة، كما جرى الاتفاق على إرسال قطعات بحرية بين البلدين وتبادل المراقبين العسكريين خلال إجراء مناورات في كلا البلدين.

وخلصت الوكالة الإيرانية إلى أنه "بشكل عام يمكن اعتبار زيارة رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية بأنها مهمة للغاية خصوصا مباحثات تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين كذلك المباحثات".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!