محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

خلال الشهر الحالي هناك قضيتان في بلدين مجاورين يتوجب على تركيا أن تجد لهما حلًّا.

الأولى هي الاستفتاء المزمع إجراؤه في الإقليم الكردي شمال العراق، أما الثانية فتتعلق بإدلب ومدينة عفرين التابعة لها.

كلا القضيتين لا يمكن حلهما دون تركيا...

ربما لهذا السبب تسعى بقية الدول الفاعلة في المنطقة إلى إيجاد حل مشترك بالعمل مع أنقرة.

ولأنه تبقى على الاستفتاء أقل من عشرين يومًا، ربما من الأولى ان نبدأ باستفتاء انفصال الإقليم الكردي عن العراق...

تعارض أنقرة وطهران وبغداد بشكل قطعي الاستفتاء.

ومع أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني، المصر على إجراء الاستفتاء في 25 سبتمبر، يقول إنه لن يطبق نتائجه على الفور، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لامتصاص غضب بغداد وطهران على الأخص.

السبب الكامن وراء موقف طهران الشديد هو جمهورية مهاباد، التي أسسها أكراد من بينهم أحمد بارزاني، جد مسعود، بالتعاون مع الأذريين الجنوبيين في الأراضي الإيرانية في 22 يناير 1946...

انهارت جمهورية مهاباد، التي اعترفت بها الأمم المتحدة، خلال فترة قصيرة عقب انسحاب الروس وابتعاد الإنكليز عن المنطقة، ونجا أحمد بارزاني من حبل المشنقة بلجوئه إلى روسيا.

لا تريد طهران مواجهة مشكلة مشابهة بعد سبعين عامًا.

وتسعى إيران إلى مواصلة وجودها وثقلها في المنطقة بعد أن استولت قوات الحشد الشعبي، الذي تولت تدريبه بنفسها، على مدينتي الموصل وتلعفر من داعش.

أما ما يلفت النظر فهو الموقف التركي...

فقد أعربت أنقرة بتصريحات شديدة اللهجة عن معارضتها القاطعة لدخول الحشد الشعبي إلى تلعفر، وهي مدينة ذات أغلبية تركمانية، إلا أنها لزمت الصمت عند بدء العملية.

وهذا ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على توصل أنقرة- طهران- بغداد إلى اتفاق جديد.

وهناك ادعاء يتناقله أكاديميون مفاده أن "تركيا لم تعارض دخول الحشد الشعب إلى تلعفر مقابل الحصول على ضمانة بأن تقوم القوات التابعة لبغداد بتطهير قضاء سنجار على بعد 50 كم غربي تلعفر، من حزب العمال الكردستاني بعد أن أصبح قاعدة جديدة له".

وبذلك فإن القوات العراقية ستدخل في المنطقة الواقعة ما بين سوريا وإقليم شمال العراق، وتحول دون تشكل الحزام الكردي.

كما أن العملية المزمعة ضد سنجار ستقطع الطريق على استفتاء الإقليم الكردي.

مصادر في رئاسة الوزراء التركية أبلغتني أن بغداد تشعر بامتعاض شديد إزاء الاستفتاء، إلا أن أنقرة لا تفكر في هذه المرحلة بإرسال قوات اتنفيذ عملية خارج الحدود.

التهديد القادم من إدلب

القضية الشائكة الثانية بالنسبة لتركيا هي إدلب وعفرين...

كانت أنقرة تخطط لفتح ممر من تل رفعت، الواقعة مباشرة جنوب عفرين الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، إلى المناطق المحررة في عملية درع الفرات.

وكانت ترغب بالوصول عبر هذا الممر إلى محافظة إدلب من أجل إضعاف قوات هيئة تحرير الشام المرتبطة بالقاعدة، وزيادة الدعم المقدم إلى المعارضة المعتدلة.

وبحسب الخطة الموضوعة في مفاوضات أستانة، فإن إدلب كان من المنتظر أن تصبح منطقة خفض التوتر تحت سيطرة تركيا.

وهذه الخطة ما زالت مطروحة على طاولة المفاوضات المزمع استئنافها في أستانة يومي 14 و15 سبتمبر.

تصر روسيا وإيران على تطهير إدلب من هيئة تحرير الشام.

لكن البلدان الثلاثة يخشون من لجوء 1500 مقاتل استقدمتهم هيئة تحرير الشام من عرسال اللبنانية، إلى المناطق التي تسيطر عليها.

وتخشى تركيا، في حال إطلاق روسيا العملية، من فرار المقاتلين المذكورين إليها، كما أنها تتخوف في حال بدئها هي العملية، من عودة روسيا وإيران والنظام السوري إلى ريف حلب.

أما الولايات المتحدة فتتحفظ على عملية تركية ضد عفرين بحجة هيئة تحرير الشام.

كل تطور يعتبر بمثابة مشكلة في سوريا، التي أعلن المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا أنه سيتم تطهيرها من تنظيم داعش في أكتوبر القادم.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس