برات أركوك – صحيفة استقلال – ترجمة وتحرير ترك برس

تردد على مسامعي بكثرة خبر، لكن لم يرد تأكيد له بعد. يقول الخبر إن هناك مكتب في الولايات المتحدة يعمل فيه بضع مئات من الأشخاص، مهمتهم الوحيدة هي التفكير. والقصد من التفكير هنا ليس التدبر في شؤون البلد وإنما "كيف ندير العالم، وكيف نحمي مصالح شركائنا".

العاملون في المكتب يعدون مخططات لخمسين أو مئة عام، ثم يحولونها إلى مشاريع. ويعدون تكتيكات مختلفة من أجل الحالات الخاصة ثم يرسلونها إلى الفرق الميدانية للتنفيذ.

يحسب العاملون في المكتب كيف يمكنهم الاستفادة من الفوضى أو السلام في أي منطقة من العالم، بناء عليه ويضعون سيناريوهات للفوضى أو السلام اللازمين. وفي أعقاب ذلك تتحرك الدولة والطواقم الميدانية ليبدأ إنجاز مشروع يمتد على مدى عشرات السنوات. قد يبدو مخطط لخمسين عامًا طويلًا لكها فترة قصيرة في تاريخ الدول. 

لكن كيف يؤثرون على مصير العالم من خلال مشاريع تمتد لخمسين أو مئة عام؟ 

على الرغم من أن النار المشتعلة في المنطقة منذ حرب الخليج لم يكن لها تأثير  على حدود البلدان إلا أنها أثرت على مصير المنطقة بنسبة كبيرة. 

تسعى الولايات المتحدة "الضيف المقيم" في الشرق الأوسط منذ هجمات 11 سبتمبر، لكي تكون صاحبة كلمة نافذة عبر تثبيت وجودها في الكثير من أنحاء العالم. 

أما في المناطق التي ليس لها نفوذ فيها فتعمل على التلاعب بـ "جيناتها" بهدف السيطرة عليها، وهي ماهرة جدًّا في ذلك.

انهيار برجي مركز التجارة العالمي على مرأى من العالم، ومصطلح الإرهاب، ومنطقة "الشرق الأوسط الإرهابية" جعلت العالم يتقبل التدخل الأمريكي غير القانوني. 

فبعد استيلائها فعليًّا على أفغانستان، أكبر مصنع للمخدرات في العالم، دخلت العراق، أكبر مستودع للنفط فيه. أسلحة كيميائية لم يُعثر عليها على مدى سنوات.. وصواريخ عثروا عليها بفضل صور الأقمار الصناعية لكن تبين أنها مآذن، ومع ذلك لم تتراجع الولايات المتحدة، لتصبح صانعة ألعاب رئيسية في المنطقة رغم بعدها عنها آلاف الكيومترات. 

والآن تبدو الولايات المتحدة  وكأنها تعارض استفتاء الانفصال غير القانوني الذي أجري في شمال العراق، في حين أنها ترمي خلسة لجر المنطقة إلى الفوضى. 

تدعم واشنطن وتوجه المجموعات التي تمارس إعادة تقسيم المنطقة على أساس عرقي، واكتفت بطلب "تأجيل الاستفتاء في حين كان بإمكانها عرقلة مخططات الإقليم بجملة واحدة. 

الجميع يقول إن الغاية هي "تأسيس دولة تكون دمية بيد إسرائيل". ودولة كهذه لا بد وأن تكون تحت أمر الولايات المتحدة. 

التركمان والحكم العثماني على مدى 400 عام والحضارة المشتركة تجعل من تركيا صاحبة كلمة نافذة في شمال العراق، وإذا كانت الولايات المتحدة صانعة ألعاب فإن خصمها تركيا ليس لقمة سائغة. 

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس