ترك برس

اعتبر المحلل السياسي الروسي سيرغي ستروكان، أن الأزمة الحادة التي تمر بها العلاقات بين واشنطن وأنقرة والتي تفاقمت بعد حرب التأشيرات بين البلدين، تعد دليلا على أنهما لم يعودا حليفين استراتيجيين، وأن تركيا تحولت من موقع أمامي استراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلى خصم عنيد.

وتبادلت واشنطن وأنقرة عقوبات ذات طابع دبلوماسي على خلفية اعتقال أحد موظفي القنصلية الأمريكية في إسطنبول، وذلك عقب إعلان الخارجية الأمريكية عن وقف منح التأشيرات لمواطني تركيا باستثناء تأشيرات الهجرة. وقد ردت تركيا بإجراء مماثل تماما.

وقال ستروكان في مقال نشرته صحيفة كوميرسانت، إن التصريح الذي أصبح شهادة على تفاقم العلاقة بين واشنطن وأنقرة، أدلى به رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، خلال لقائه كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، عقب التراجع الكبير في قيمة الليرة التركية.

وقال يلدريم في رده على بيان السفارة الأمريكية في أنقرة بشأن توقفها عن منح تأشيرات الدخول لمواطني تركيا باستثناء تأشيرات الهجرة: "يجب ألا يتصرف الشركاء الاستراتيجيون بهذه الصورة ومعاقبة الناس"؛ مذكرا بأن السلطات التركية فتحت التحقيق بقضية جنائية ليس ضد الولايات المتحدة، بل ضد اثنين من مواطني تركيا، وأن عملهما في القنصلية الأمريكية لا يمنحهما أي حصانة من الملاحقات القضائية في وطنهما.

وقد أعلن يلدريم أن سفارة بلاده في واشنطن سترد بالمثل على الجانب الأمريكي، وتتوقف عن منح تأشيرات الدخول لمواطني الولايات المتحدة، معربا عن أمله في أن تعود العلاقات بين البلدين إلى مجراها الطبيعي قريبا.

وفي الوقت، الذي يصر فيه الجانب التركي على حقه في القيام بملاحقات جنائية ضد مواطنيه، من دون التشاور مع واشنطن، تعتقد الولايات المتحدة أن تنسيق العمل ضروري في إطار الشراكة الاستراتيجية مع أنقرة. ويقول السفير الأمريكي لدى أنقرة جون باس إن الحكومة التركية لم تتبادل مع الأمريكيين المعلومات التي تشير إلى تورط موظفي السفارة في نشاط سري، في حين تتمسك الحكومة بحق القضاء التركي في محاكمة مواطنيه ممن فتحت بحقهم تحقيقات.

وخلص المحلل الروسي إلى أن الأزمة الجديدة تزيد من غموض مستقبل العلاقات بين البلدين التي لم تتحسن حتى بعد اجتماع أردوغان وترامب في شهر أيار/ مايو الماضي، وأن عدم رغبة واشنطن في تسليم فتح الله غولن الذي تعده الحكومة التركية تهديدًا، يبقى أحد العوائق في طريق تطبيع العلاقات بينهما.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!