د. أيوب فورال أيدن - خاص ترك برس

أدّت الأزمة التي وُصِفت بأنّها "الأكثر حدّة في التاريخ" والّتي أثرت في الاقتصاد الغربي بعد عام 2008، إلى جانب الربيع العربي الذي بدأ من أفريقيا وامتدّ إلى الشرق الأوسط، إلى توجّه المستثمرين إلى تركيا. ولكن لماذا تدفع البوصلة المستثمرين الباحثين عن ميناء آمن إلى تركيا؟

بينما كانت التّطورات التي أشرنا إليها مستمرّة، اكتسبت تركيا نموًّا مستداماً بسبب برنامج الاستقرار الاقتصادي طويل المدى المتبنّى بعد الألفية الثانية. تمكّنت تركيا كذلك من المرور من الأزمة العالمية عام 2008 مع ضرر ضئيل نسبياً.

إلى جانب الاستقرار الاقتصادي، ساهمت السّلوكات الاستراتيجية، والحوافز الحكومية، والقوى العاملة الشّابة والديناميكية والموقع الجغرافي بتعزيز مكانة تركيا لتصبح الدّولة المفضّلة من قبل المستثمرين الأجانب الذين يخطّطون لتطوير استثماراتهم ويسعون لفرص استثمارية.

وفقاً لبيانات نشرتها وزارة الاقتصاد التركية، وصل عدد الشركات الأجنبية في تركيا إلى 37.000 شركة بزيادة بنسبة 570% في عام 2013، في حين كان عدد الشركات الأجنبية 6500 عند دخول قانون الاستثمار الجديد حيز التنفيذ عام 2003.

هذه الزيادة في عدد الشركات أدّت بشكل مباشر إلى زيادة عدد المستثمرين الأجانب الذين دخلوا إلى تركيا في السنوات العشر الماضية. وبلغ إجمالي حجم هذه الاستثمارات خلال العقد الماضي 139.4 مليار دولار.

أحرزت تركيا تقدّما كبيراً من ناحية مصداقية النظام القضائي، وسهولة تنفيذ الأعمال ووقت وسهولة إنشاء أو إغلاق الشركات، والّتي تمثّل النّتائج الأبرز لتحوّل المستثمرين الأجانب تجاه دولة ما.

بالنّظر إلى تصنيف البنك الدولي للدول حسب سهولة تنفيذ الأعمال لعام 2014، نجد أن تركيا كانت في المرتبة 51 بين اقتصادات 189 دولة. فقد انخفضت فترة إنشاء شركة إلى 6 أيام، ووفقاً لـ"مؤشّر فوربس لتنفيذ الأعمال لعام 2013" تأتي تركيا في المرتبة 57 بين اقتصادات 145 دولة.

وفي الأسبوع القادم، سنبدأ بتناول التحليلات حسب القطاع في زاويتنا، والّتي ستجذب اهتمام المستثمرين الأجانب. ونتمنّى أن تساعد هذه البيانات المستثمرين الباحثين عن الشريك الأفضل والقطاع الأفضل في تركيا. ونتمنّى أن نراكم الأسبوع المقبل.

عن الكاتب

د. أيوب فورال أيدن

رئيس مجموعة بي أتش دي للاستشارات الاقتصادية PhD Consulting


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس