أ. بســام مصباح زنون - خاص ترك برس

إن التبني الواسع لمنظمة التعلم أصبح من الظواهر المعاصرة في تحقيق أبعاد النجاح الفعال في الوصول لأفضل الإنجازات التي تتطلبها مواصلة التحسن المستمر والتطور الفعال، إذ أن منظمات اليوم لكي تمارس دورها في البقاء والاستمرار لا بد لها أن تتعلم أولاً ثم أن تتكيف مع مجالات التعلم وبعد ذلك لا بد لها أن تتغير، إذ أن حالات التغير تعتبر المعيار التي تلجأ إليه المنظمات لمواصلة البقاء والاستمرار، لا سيما وأن التغيير يمثل بطبيعته الحالة الحقيقية والدائمة في الحياة، فالاستقرار أو الثبات يمثل الموت، والتغير يمثل الحياة.

فالمنظمة المتعلمة تسعى إلى توفير فرص التعلم المستمر واستخدامه في تحقيق الأهداف وربط أداء العامل بأداء المنظمة، وتشجيع البحث والحوار والمشاركة والإبداع، كمصدر للطاقة والقدرات والتجديد والتفاعل مع البيئة.

ويمكن القول أن مصطلح المنظمة المتعلمة في الغرف التجارية العربية يشير إلى : المنظمة التى يمكنها الاستجابة إلى المعلومات الجديدة وذلك بتغيير وتعديل الأنظمة التى يتم فيها تشغيل وتقييم تلك المعلومـات.

لقد أدت التطورات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية المتعددة التي شهدها العقد الأخير من القرن العشرين إلى تغير بيئة العمل، وظهور المنافسة الحادة بين المنظمات من أجل البقاء والاستمرار والانتشار والإنتاج والأرباح، واتضح أن المنظمات التي لا تستطيع التكيف المستمر مع تغيرات البيئة الداخلية والخارجية عن طريق التعلم التنظيمي وتسريع مستويات الأداء وتحسين جودته، سوف تنتهي في فترة قصيرة، وأن نظيراتها التي تستطيع أن تحول نفسها إلى منظمات متعلمة، ستتعامل مع التغيير بنجاح وتستطيع البقاء والاستمرار.

ويشير ماركردت في كتابه بناء المنظمة المتعلمة إلى وجود العديد من المبررات التي تؤدي إلى تبني مفهوم المنظمة المتعلمة، وأن المنظمات المعاصرة تحتاج إلى أن تمتلك معرفة ومرونة وقدرة أكبر على التعلم لكي تتصدى بشكل أفضل لمتغيرات البيئة وطموحات العملاء، وأن المنظمات التي تتعلم أسرع سوف تكون أقدر على التكيف وتحقيق مزايا إستراتيجية في التنافس المحلي والعالمي.

لذلك كان لا بد للغرف التجارية العربية العمل على تبنى مفاهيم المنظمة المتعلمة؛ لما لها من أهمية استراتيجية في تحقيق النمو الاقتصادي والدفع قدماً نحو تحقيق مفاهيم تنمية مستدامة بكافة القطاعات العربية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس