أمين بازارجي – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

يحمل في يديه القرآن الكريم، ويتحدث بلسانه بكلام الله، بينما يقف خلفه ويدعمه الإعلام المسيحي. هذا الدعم واضح، لدرجة أنه يصدر تعليمات وكأنه يصدرها لمستعمرة تخضع لحكمه، فيقول:"أفرجوا فورا عن الصحفيين!".

وأثناء هذه اللقطة، يظهر لنا أشخاص غربيون يصفقون له مطولا، وقد تأثرت آذاننا من صوت ذلك التصفيق الجنوني، وجزء من هؤلاء المصفقين، كانوا في الماضي يدعون بأنهم يريدون "تركيا مستقلة"، وهذا الأمر غريب وعجيب، وهذه هي حقيقة المشهد الذي يقف أمامنا الآن.

معظمهم لا يستطيع رفع رأسه، ليسأل "ماذا يحصل؟"، فهم لا يملكون الوقت لذلك، لأنهم غارقون بفكر سيدهم، ولا يستطيعون أبدا انتقاد أي شيء، فتصرفاتهم غريبة جدا، لدرجة أننا أصبحنا لا نفهم كيف يتصرفون ولا نفهم طبيعة تفكيرهم.

يوم أمس، قام أحد العاملين في المدرسة الأمريكية الثانوية في اسطنبول، بإرسال رسالة لي، يقول فيها:"هناك أمور مدهشة تحصل هنا، البعض هنا يرسل رسائل إلى المسئولين الأوروبيين بشأن الأحداث الأخيرة، بهدف فرض حصار على تركيا".

نعم، لم تقرئوا شيئا خاطئا، هؤلاء المسئولون يقولون"افرضوا حصارا على تركيا"، مع أن هوياتهم تشير إلى أنهم "أتراك"، ومع أنهم لا يتبعون إلى أي جماعة، إلا أنهم يرسلون بتلك الرسائل المغلوطة للخارج، وقد تسألون، لماذا يقومون بذلك إذاً؟ ببساطة لأنهم لا يحبون اردوغان!

***

ذلك أمر بسيط، فاليوم ظهر هناك تنظيم واضح وصريح في تركيا، لديه أياد ممتدة كأذرع الإخطبوط، ووصل حتى الشعيرات الدموية للدولة، وقد تم تأسيس هذا التنظيم من قبل مشغليه من الخارج، ليكوّن آنذاك إعلامه الخاص، ومشاريعه الاقتصادية الخاصة، وسيطر على مراكز الشرطة والقوات المسلحة، ليمتد بعد ذلك إلى أجهزة القضاء، ووصل إلى مرحلة توقع نفسه فيها أنه صاحب السلطة الحقيقية.

هل ما زلتم تريدون دليل على ذلك؟ كل الصور والمشاهد التي خرجت بعد عملية 14-12 هي دليل دامغ على ذلك، لأنه ثبت امتداد أذرعه لداخل أجهزة الدولة، فقد علم التنظيم بالعملية التي تنوي الحكومة شنها ضده قبل حدوثها، وسرب ذلك إلى الإعلام، وحاول إنهاء وإيقاف العملية قبل بدئها، فلم يذهب الأشخاص المنوي اعتقالهم إلى بيوتهم في تلك الليلة، وبقوا ينتظرون في مباني الإعلام، كي يتم اعتقالهم من هناك، وعندما وصلت الشرطة إليهم، كانوا يحملون كل أنواع البطاقات الصحفية التي جهزوها من قبل!

وبعد ذلك بدأ العرض، فتم اعتقال الأشخاص الذين يدعون دفاعهم عن حرية الصحافة، تم اعتقالهم أمام عدسات الكاميرا، وبدأ إعلامهم ببث مواد أرشيفية جهزوها مسبقا، لشن حملة إعلامية ضخمة ضد الدولة التركية، لينشروا حينها أن سبب اعتقال هؤلاء الصحفيين هو بسبب أفكارهم وكتاباتهم فقط، فهكذا نشروا الأخبار إلى الغرب.

هؤلاء الذين يحملون في الظاهر القرآن الكريم، ويرتكزون في الخفاء على تحالفهم الصليبي، بدئوا بنشر أخبار مفادها "تركيا غرقت وتغرق في الظلم"، وهكذا كان تأثير إعلامهم قوي على الغرب، لدرجة أنّهم قالوا أن تلك الحادثة جعلت "الدولار يرتفع بصورة حادة، والبورصة خسرت الكثير".

هذه الضجة التي أصدروها إلى العالم أجمع، يريدون من خلالها التأثير على الشعب وعلى المجتمع التركي، من خلال تأجيج الغرب علينا، لكنهم لن يفلحوا، لأن الشعب التركي بأغلبيته الساحقة يعي تماما ماهيتهم وحقيقتهم، والآن أصبح أكثر إدراكا لأهدافهم ومشاريعهم الخبيثة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس