ترك برس

صرّح نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش بأنّ فرض حظر للطيران أمر هام جداً للتفوق على نظام بشار الأسد في سوريا، كما سيستمر وجود تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد في حال فشل المجتمع الدولي في الإطاحة بنظام الأسد.

وذلك أثناء حضور كورتولموش إلى جانب الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن، ندوة من تنظيم جامعة كاليونجو في مدينة غازي عنتاب جنوب شرق تركيا، تناولت السلام في الشرق الأوسط: الأطراف، المشاكل، والمساعي من أجل السلام.

وفي كلمته الافتتاحية، قال نائب رئيس الوزراء التركي إنّ الشرق الأوسط كان في مركز السلام العالمي وإنّ فقدان السلام في المنطقة من شأنها أن يحرم العالم بأكمله منه. وقال: " لم نتمكن من حل الأزمة في سوريا وإنّه لا يوجد حل فوري لها"، مشيراً إلى أنّ البنية الحالية للأمم المتحدة لم تكن فعالة في حل الصراع في سوريا أو أي صراع آخر.

وأضاف: "إنّنا نعيش في عالم تسيطر فيه الدول التي تملك مقعداً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار النهائي في كل القضايا"، معرباً عن استيائه عن بنية الأمم المتحدة وفعالية مجلس الأمن، مكرراً عبارة قالها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان سابقاً: "العالم أكبر من خمسة".

وتابع كورتولموش: "إنّنا نعتقد أنّ إعادة هيكلة الهيئات الدولية مهمة لتحقيق السلم العالمي"، مضيفاً أنّه "لا يمكن ترك العالم بيد خمس دول كبيرة". وقال إنّ تركيا أصبحت مصدراً للإلهام بفعل استقرارها السياسي والاقتصادي رغم الاضطراب في المنطقة وحول العالم. وأشار إلى أنّ "هذا لأنّنا حقّقنا العملية الديمقراطية على الرغم من حدوث انقلابات عسكرية". وقال إنّ "عملية المصالحة الوطنية في تركيا ستكون مثالا للدول المقسمة في المنطقة".

وتطرق كورتولموش إلى الربيع العربي قائلاً إنّ عاملين أساسيين ساهما في اندلاع الربيع العربي، وهما كره النظم الغارقة في الظلم والفساد والقمع، والعدوان الإسرائيلي الذي يتبنى سياسة توسعية. وقال إنّ غياب وفرة النفط في سوريا، على خلاف الوضع في العراق، أعاق التدخل في تلك الدولة من قبل القوى الأجنبية. مؤكداً أنّ فرض حظر للطيران، المطلب القديم الجديد لأنقرة، من شأنه أن "يحاصر نظام الأسد".

وقال نائب رئيس الوزراء إنّ الفشل في تطوير الظروف السياسية في المنطقة في المستقبل القريب، من شأنه أن يؤدي إلى انتعاش المنظمات الإرهابية، لافتاً إلى أنّ "البعض يرى أنّ القضية الأهم هي إزالة تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا بدلا لوضع نهاية لنظام الأسد... بالنسبة لنا فإنّ تنظيم الدولة ليس سبباً بل نتيجة لعدم الاستقرار السياسي"، مشيراً إلى أنّه "في حال بقاء الظروف السياسية على حالها، ستكون هناك منظمة إرهابية أخرى حتى لو دمرنا داعش"، ومضيفاً أنّ "الحل هو في ضمّ المجموعات المختلفة في المجتمع السوري في عملية سياسية. يقود الأسد نظاما ذبح 300 ألف إنسان، ودمر المدن ولن يتنحى بالطبع لمجرد أن نطلب نحن ذلك. علينا محاصرة هذا النظام. وإنّ من شأن حظر للطيران أن يكون كافيا لذلك".

ومن جانبه، أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي السابق أندرس فوق راسموسن بالموقف التركي من القضايا في المنطقة قائلاً إن تركيا كانت منارة للتقدم والأمل والازدهار في منطقة تشهد حربا إقليمية واضطرابا وإرهابا، مشيراً إلى دور تركيا كملاذ آمن للسوريين الهاربين من الحرب. إلا أنّه أشار إلى أنّ الاستقرار والنجاح في تركيا يظل مهدداً بالفوضى في المنطقة، مشيراً إلى أنّ داعش هي أكثر الأطراف خطورة من بين المتحاربين في الشرق الأوسط، ومضيفاً أنّها لا تمثل الإسلام ولا الدولة، ومؤكداً أنّ وجودها استدعى قصفاً بالطيران من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لأنّ إيقاف داعش كان مفتاحا أساسياً للقضاء على التحديات التي تواجهها المنطقة، على حد تعبيره.

وأشار راسموسن إلى صعوبة حل الصراع السوري، منوها إلى أنّ من شأن تعنّت النظام وانقسام المعارضة أن يؤديا إلى قتال داخلي بين المجموعات في حال انهيار نظام اللأسد. وقال إنّ "نموذج البوسنة والهرسك" من شأنه أن يسمح بحدوث "انقسام ناعم" يمكن تطبيقه في سوريا. مؤكداً أنّه لم يكن "حلا مثاليا لأنّ الخلافات السياسية والعرقية والدينية أعمق في سوريا منها في البلقان".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!