ترك برس

أكد الخبير التركي البارز في مجال الطاقة، تولغا ديمير يول، أن مخاوف واشنطن بشأن مشروع السيل التركي والإجراءات الأمريكية العقابية ضد روسيا لا يمكن أن تؤثر في موقف أنقرة من المشروع، مشيرا إلى الأهمية الاقتصادية والسياسية لهذا المشروع بالنسبة إلى دور تركيا في المنطقة.

ويعتقد أن مشروع السيل التركي سيعزز دور الغاز الطبيعي الروسي في أوروبا وسط محاولات من الولايات المتحدة للحصول على قطعة من كعكة الطاقة الأوروبية، بما في ذلك مع تسليم الغاز الطبيعي المسال إلى بعض الدول الأوروبية. وفي أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، أعربت واشنطن مرة أخرى عن اعتراضاتها على السيل التركي.

وتعليقا على هذه القضية، أشار ديمير يول ، الباحث البارز في مجال الطاقة في جامعة ألتينباش في إسطنبول، إلى الأسباب وراء مخاوف واشنطن بشأن خط أنابيب الغاز الجديد.وقال في مقابلة مع "سبوتنيك تركيا" إن "مشاريع مثل السيل التركي  نورد ستريم 2 هي أوراق رابحة في يد روسيا للحفاظ على قيادتها في سوق الغاز الاوروبية في مواجهة الغاز المسال الأمريكي".

ولفت ديمير يول إلى أن تركيا لم تنضم الى العقوبات الأمريكية الأخيرة على روسيا، بما فى ذلك العقوبات في مجال الطاقة، وتملك القدرة على أن تكون لاعبا مهما وسط التنافس الجيوسياسي بين القوتين العظميين.

وكان الرئيس الأمريكي ترامب وقع في الثاني من آب/ أغسطس الماضي مشروع قانون ينص على فرض عقوبات شاملة على روسيا وإيران وكوريا الشمالية. وتستهدف العقوبات المفروضة على روسيا قطاعات الدفاع والاقتصاد في البلاد، وتقيد التعامل مع البنوك الروسية وشركات الطاقة، فضلا عن مواجهة بناء خط أنابيب نورث ستريم 2.

وأثارت العقوبات مخاوف من أنها يمكن أن تؤثر أيضا في بناء السيل التركي. بيد أن وزير الطاقة الروسي،إلكسندر نوفاك، قال إن المشروع سينفذ فى الوقت المحدد بغض النظر عن العقوبات.

وتعليقا على ذلك، أكد المحلل التركي أن مشروع السيل مهم سياسيا واقتصاديا بالنسبة إلى أنقرة. وقال: "يتضمن المشروع خطين بطاقة سنوية مجمعة تبلغ 31.5 مليار متر مكعب، وسيتم تسليم 50٪ من الإمدادات إلى السوق الاستهلاكية، وإذا لم يتم تمديد اتفاقية النقل بين روسيا وأوكرانيا في نهاية عام 2019، فإن الخسائر سوف يتم تعويضها عن طريق السيل التركي. ولذلك فإن هذا الخط بالغ الأهمية  بالنسبة لأمن الطاقة في تركيا".

وسيتم تسليم ما تبقى من 50 في المئة من الإمدادات عبر السيل التركي إلى جنوب وجنوب شرق أوروبا، الأمر الذي  يفتح الطريق أمام تركيا لتصبح مركزا للغاز الأوروبي. غير أن ديمير يول أكد أنه لكي تصبح تركيا مركزا إقليميا، ينبغي أن يستند تسعير الغاز أيضا إلى السوق المركزية.

وأضاف أن هذا هو السبب في أن تركيا تحتاج إلى صياغة لوائح قانونية تتعلق بالأنشطة في أسواق الطاقة وإنشاء شركة روسية تركية مشتركة لتشغيل إمدادات الغاز إلى أسواق ثالثة. وإذا تحققت هذه الشروط فإن تركيا ستصبح مركزا للغاز، وإلا فإنها ستكون مجرد ممر للغاز الروسي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!