أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ مدة ونحن نكتب عن قبول أولي بأن الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية والإمارات تعمل على عزل إيران. وبحثنا بين السطور عن الجهود المبذولة بهدف عزل إيران في السياسات التي اتبعتها البلدان الأربعة حتى الآن تجاه قطر ولبنان واليمن وسوريا وفلسطين وتركيا.

لكن الحالة التي وصلنا إليها تشير إلى احتمالين: إما ان البلدان المذكورة ليس لديها سياسة لعزل إيران، وإما أنها ليس لديها النية للقيام بذلك؟

ففي الأزمة القطرية، عوضًا عن تعزيز التحالف بينها فضلت البلدان الأربعة تقسيم مجلس التعاون الخليجي، في حين كان على أي فاعل يرغب بعزل إيران أن يعزز الجبهة الداخلية. وحصار قطر، الذي بدأ بذرائع مصطنعة ودوافع إيديولوجية، كان في صالح إيران، مع تخلخل صفوف دول الخليج.

وفي لبنان، باءت مبادرة الحريري بالفشل. كان الهدف إقالة الحريري، الذي اعتبرته البلدان الأربعة غير فعال في مكافحة حزب الله. تم الإقدام على هذه الخطوة حتى وإن كانت ستضعف السياسة السنية في لبنان. مبادرة استقالة الحريري الفاشلة عززت من قوة خطاب حزب الله، وألقت بظلال الريبة على  نفوذ الخليج في لبنان. كانت خطوة متسرعة ولم تُحسب بشكل جيد.

ولم تتمكن البلدان الأربعة من إنشاء كيان قادر على تقليص نطاق النفوذ الإيراني ومكافحة وكلاء طهران في سوريا. بل إنها لم تستطع وضع أي استراتيجية في مواجهة سيطرة إيران والنظام السوري على دير الزور، التي تقع على الخط الاستراتيجي من إيران إلى الداخل السوري.

وعلى الجانب الآخر، تم تهميش العناصر القادرة على مكافحة النفوذ الإيراني ميدانيًّا، وقطع عنها الدعم، وكانت إيران المستفيد الأكبر من ذلك.

وفي اليمن، أفرزت الحرب التي انطلقت في مواجهة النفوذ الإيراني، معادلة زادت من هيمنة طهران في هذا البلد. ومالت الكفة لصالح إيران نتيجة استمرار الحرب وتزايد الدمار، وعلى الأخص إبعاد الإمارات المسار عن الهدف.

أما العمليات الموجهة ضد تركيا من الإمارات، فقد أظهرت أن هناك صراع إيديولوجي أكثر منه مشروع لعزل إيران. لأن تركيا بلد يرغب أي فاعل في توازنات القوى في الشرق الأوسط أن تكون إلى جانبه.

وفي هذه الفترة، التي تلاشت فيها قوى الفاعلين التقليديين، بقيت تركيا صامدة. وإذا كانت البلدان الأربعة تسعى إلى إقامة توازن في المنطقة، فتركيا هي أول باب يتوجب عليها أن تطرقه.

أداء الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية والإمارات حتى اليوم نجح في توسيع نطاق النفوذ الإيراني. وعلى بلدان الخليج، التي ظهر لديها نقص استراتيجي بارز في هذه المعادلة، أن تفكر بشكل جيد. ولهذا فإن زيارة ولي العهد السعودي إلى أنقرة ستكون فرصة جيدة. 

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس