فيردا أوزير – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

في الوقت الذي تكشفت فيه تفاصيل صفقة منظومة الدفاع الجوي إس-400، التي ستشتريها تركيا من روسيا، كان لخبر إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان فجأة من باريس أن أنقرة ستبرم عقدًا مع شركة "يوروسام" الفرنسية الإيطالية، وقع الصاعقة. 

هنا اختلطت الأمور: هل سنشتري المنظومة الدفاعية من روسيا؟ إذا كان الأمر كذلك أين سنضع منظومة الدفاع الغربية هذه؟ 

منظومتان صاروخيتان منختلفتان

الإجابة في غاية البساطة. في الحقيقة نحن نشتري منظومتين مختلفتين. فتركيا لديها احتياجين رئيسيين لتوفير أمنها، الأول منظومة دفاع جوي والآخر منظومة دفاع صاروخي. منظومة إس-400 تغطي الاحتياج الأول، ويوروسام الثاني. 

وظيفة منظومة الدفاع الجوي تحديد الطائرات التي تنتهك مجالنا الجوي وإخراجها منه أو إسقاطها إذا اقتضى الأمر. في السابق كانت تركيا تغطي هذا الاحتياج بإمكاناتها الخاصة، لكن بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة صيف 2016 تناقص عدد طياري إف-16، ونجم عن ذلك حاجة لتطوير الدفاع الجوي. وهذا السبب في شراء إس-400.

لكن المنظومة الروسية غير متوافقة مع البنية التحتية للناتو الموجودة في تركيا، ولهذا لا يمكن استخدامها مع النظام الموجود حاليًّا، والذي يقوم بتحديد الصواريخ المطلقة باتجاه تركيا ويتابعها ويحسب أماكن سقوطها ويدمرها. 

ولأن إس-400 غير متوافقة مع النظام المذكور لا يمكن استخدمها كمنظومة دفاع صاروخي، لتغطية الاحتياج الثاني.

تحدثت في هذا الخصوص مع رئيس مركز بحوث الاقتصاد والسياسة الخارجية، سنان أولغين، الذي قال إن تركيا تشتري منظومة يوروسام المتوافقة مع أنظمة الناتو. وبهذا يتشكل لديها نظام دفاعي أكثر فعالية قادر على استخدام الإشارات الاستخباراتية للناتو، التي لا تستطيع منظومة إس-400 التقاطها.

المغزى الاستراتيجي

لكن ما معنى وجود هذا النظام الدفاعي المزدوج؟ هل يهدف إلى تحقيق توازن في التحالفات مع الغرب وروسيا؟ يقول أولغين: "تقيم تركيا تعاونًا مع روسيا من أجل سد النقص الحاصل في دفاعها الجوي عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة. بمعنى أن هذا التعاون هو تعاون براغماتي قصير الأمد. أما التحالف مع الغرب فهو طويل الأمد ودائم ومستمر على ما هو عليه. لهذا فإن المنظومتين ليستا بديلتين لبعضهما البعض".

وعلى أي حال، فإن حجم ومحتوى الاحتياجات التي تلبيها هاتين المنظومتين الدفاعيتين تعكس بدقة العلاقة التي نقيمها مع كل من الطرفين. 

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس