د. زبير خلف الله - خاص ترك برس

رئيس الجمهورية وقائد القوات المسلحة التركية رجب طيب أردوغان الآن على الحدود السورية التركية على خط المواجهة العسكرية يتفقد قواته ويرفع من معنوياتهم.

لم يختبئ أردوغان في قصره ويتابع الأحداث عبر التلفزيون بل توجه إلى حيث خط النار من موقع مسؤوليته كرئيس للجمهورية وكقائد للقوات المسلحة وكذلك من موقعه كمواطن غيور على سلامة وطنه وحمايته من كل من تسول له نفسه أن يعتدي عليه.

تحمل المسؤولية والوفاء للوطن والدفاع عنه والشجاعة سمات الزعماء الحقيقيين لا الزعماء المزيفين الذين يبيعون أوطانهم لأعداء الأمة من الصهاينة وثعابين الغرب.

أردوغان على خط النار وهكذا دائما عهدناه لا يخشى عواء الذئاب ولا يرتعد من أزيز الرصاص. هكذا رأيناه ليلة الانقلاب وهو يركب طائرته متوجها نحو إسطنبول حيث المطار تحت قصف طائرات اف 16 التي يقودها خونة الوطن من الانقلابيين.

أردوغان إنسان ككل الناس ليس نبيا يدعي العصمة وتجري على يديه الخوارق إنما هو إنسان تشبع بحب وطنه ورضع من حليب أم كانت تعشق أرضها كما تعشق ابنها.

أردوغان إنسان ليس مقدسا ومن يقدسه منافق متملق لا يبغي إلا المنفعة غير أن أردوغان زعيم صنعته آلام وطنه وآهات شعبه فارتسمت في ملامحه وأوقدت فيه حماسة إنقاذ الوطن من ثعابين الفساد ودعاة الاستبداد فصدقه الشعب وأحبه القريب والبعيد لأنه حول تركيا إلى أكبر قوة في منطقة الشرق الأوسط ترفض من يتعدى على شرف وطنه ودينه.

أردوغان على خط النار مع عفرين حيث رائحة الموت تفوح منه وحيث تقاوم تركيا كل صناع الحروب وتجار الموت.

أردوغان على الحدود مع جنوده يبعث برسالة الي العالم أننا جميعا جنود لا فرق بين القائد والجندي في الدفاع عن حرمة الوطن الذي هو مسؤوليتنا جميعا.

أردوغان يرتدي زيه العسكري في رسالة إلى الأعداء أننا جاهزون للحرب ضد كل من يريد زرع الموت و الخراب في وطننا وأمتنا ولا نسمح للغزاة أن يدوسوا بنعالهم القذرة تراب وطننا وأمتنا المقدس.

أردوغان أرطغرل هذا العصر يرتعد منه ضباع الموت وذئاب الحرب والمؤامرات.

إنه سليل عبد الحميد الثاني حين وقف ضد المعتوه ترمب الذي أراد جعل القدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني فمرغ وجهه في الأمم المتحدة وأمام كل العالم.

لا أقدس أردوغان ولا أمدحه ولكني أعتز به لأنه يعبر عن روح أمة نشبعت بقيم الاسلام الذي حولنا من أمة مشتتة مبعثرة الى أمة متحدة وقوية صنعت حضارة أضاء لها الكون بأكمله.

لست أمدح أردوغان وليس من صفاتي مدح الزعماء فكل من ينكر أعماله إلا حاقد وخائن لا يعترف بالجميل.

أردوغان زعيم لكنه ليس ككل الزعماء إنه يعشق وطنه وشعبه مثلما تعشق الأرض السماء...

عن الكاتب

د. زبير خلف الله

كاتب - المركز العربي التركي للتفكير الحضاري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس