فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "لقد أيقظوا المارد النائم"، تصدرت العبارة مانشيتات جميع الصحف تقريبًا في البلاد.

العبارة جميلة ولطيفة وجذابة.

أمر طبيعي أن تحتل مانشيتات الصحف.

من غير الممكن ألا نشاطر أردوغان رأيه، في عدد من النواحي.

على سبيل المثال، نرى ونسمع ويتناهى إلى علمنا أن هناك أعمال في غاية الروعة يجري إنجازها على صعيد الصناعات العسكرية.

فالطائرات المسيرة التكتيكية والمسلحة مصدر فخر واعتزاز. ونحن البلد الخامس في العالم الذي يصنع مثل هذه الطائرات.

ولو لم تُغلق مصانع الطائرات في عهد رئيس الوزراء الراحل عدنان مندريس لربما كان لدينا اليوم صناعة طائرات رائعة. ولا بد من الإشارة إلى أن هناك مساعٍ حاليًّا في هذا الخصوص.

هذا أمر يدعو للسرور.

كما أننا على الطريق لصناعة دباباتنا المحلية.

وبدأنا أيضًا بصناعة سفينتنا الحربية المحلية.

وأهم ما في الأمر، هو أن التبعية للخارج بدأت تتضاءل على صعيد إعداد البرامج الحاسوبية والعتاد لهذه الصناعات.

يمكننا أن نسرد الكثير من التطورات الإيجابية هنا.

هذه خطوات هامة فيما يتعلق باستيقاظ المارد.

لكن قدرة المارد على التحرك بعد استيقاظه، أهم من الاستيقاظ نفسه.

إذا لم يستطع المارد المستيقظ أن يستخدم إحدى يديه أو رجليه، أو أصابعه، أو جزءًا من دماغه، أو إحدى عينيه، فإنه لا يمكن أن يقدّم ما يليق بعظمته، وإن استفاق.

حتى يتمكن من التحرك كمارد بالمعنى الحقيقي للكلمة يتوجب عليه امتلاك القدرة على استخدام كل القوى التي بحوزته.

المارد غير القادر على استخدام إحدى رجليه يترنح.

لا يمكن لمارد لا يستطيع استخدام أحد ساعديه أن يصارع الآخرين، ولا يستطيع مارد فاقد إحدى عينيه أن يرى بشكل جيد، وأن يحدد المسافات.

مارد لا بعض أصابعه مشلولة لا يمكنه أن يمسك شيئًا ما بطريقة سليمة.

مارد بعض أجزاء دماغه لا تعمل إما أن تكون ذاكرته ضعيفة، أو أن آليات التحكم والقرار لا تعمل لديه بشكل صحيح.

ما يجعل المارد ماردًا هو قدرته على تحريك كافة أعضائه بشكل متناسق.

وعندها فقط يمكنه أن يثير الخوف في نفوس أعدائه..

عن الكاتب

فاتح ألطايلي

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس