ترك برس

أشار السفير التركي لدى موسكو، حسين لازيب ديريوز، خلال اجتماع جمعه مع رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، كونستانتين كوساشيف، إلى مدى تطور العلاقات الروسية التركية.

وفي هذا السياق، أكد الدبلوماسي التركي أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا سريعا، "ففي العام الماضي فقط، عقدت ثمانية اجتماعات بين رؤساء الدولتين". كما ذكر السفير التركي أن قادة البلدين يحاولون التفاعل مع بعضهم البعض قدر الإمكان، حيث قال "إننا سعداء جدا بهذا التعاون الوثيق والحوار النشيط بين البلدين".

كما أقر السفير التركي بأن "روسيا شريك مهم جدا بالنسبة لنا في العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة بما في ذلك المستوى الجيوسياسي". أما فيما يتعلق بالعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، فقد أشار لازيب ديريوز إلى أنها "تظهر نتائج رائعة ومشجعة للغاية".

ووفقا للدبلوماسي التركي، تعتبر محادثات أستانا حول سوريا بالغة التأثير على محادثات جنيف كما أنها مهمة فيما يتعلق بالتسوية السياسية للملف السوري. علاوة على ذلك، أكد السفير أن التفاعل بين موسكو وأستانا يحظى بأهمية بالغة في سبيل إحلال السلام في المنطقة. وفي شأن ذي صلة، صرّح السفير التركي لدى روسيا "يسرنا ملاحظة الفعالية الكبيرة لعملية أستانا ومؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الذي عقد مؤخرا".

وحسب ما أكده الخبير والمحلل السياسي، يوري مافشايف، "تشهد العلاقات الروسية التركية حالة من الانتعاش والتقارب، أفضل بكثير مما كانت عليه العلاقات الثنائية في نهاية صيف سنة 2015". وأضاف مافشايف أن "الثنائي الروسي التركي قد تمكن على مستوى السياسة الخارجية من التعاون فيما بينهما لإيجاد حل للقضية السورية، كما نجحا في تحييد الخلافات التي واجهاها في السابق". 

والمثير للاهتمام أن كلا من أنقرة وموسكو، صارتا تأخذان بعين الاعتبار مصالح بعضهما البعض؛ فعند معالجة بعض القضايا من خلال التفاوض أصبح كل منهما يراعي مصالح الطرف الآخر دون تدخل وسطاء. 

ومن وجهة نظر الخبير الروسي، فإن التجارب التي تراكمت منذ استئناف العلاقات بين البلدين، تعطي الأمل في مستقبل أفضل. وبينما يتصدر الجانب الاقتصادي المكانة الأولى في العلاقات الروسية التركية، تعتبر بعض القضايا والمسائل السياسية من بين آخر اهتمامات العلاقات الثنائية. ولكن الخلافات السياسية بين البلدين لم تكن سببا في عرقلة الحوار بينهما، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن المجال الاقتصادي الذي يسير في الاتجاه الصحيح حسب تطلعات البلدين، من شأنه أن يؤثر على المجال السياسي.

حيال هذا الشأن، أورد الخبير الروسي مافشايف "لأول مرة تمكن الثلاثي روسيا- تركيا- إيران من معالجة بعض قضايا الأمن في منطقة الشرق الأوسط". وأوضح الخبير أنه "من الممكن توظيف تجربة التحالف التي نُفذت في سوريا في مناطق مجاورة، خاصة مع تصاعد التوتر في الوقت الحالي في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز. وفي هذا السياق، من الضروري أن نفهم أنه لا يمكن فصل قضايا الأمن الدولية عن بعضها البعض، فقد تؤدي مشكلة أمنية واحدة في منطقة ما إلى ظهور مشاكل أخرى، ما يستدعي التعاون بين مختلف الأطراف".

وعلى العموم، يدل مستوى التعاون بين روسيا وتركيا على قدرة الطرفين على إدراك المسؤولية المنوطة بعهدة كل واحد منهما، ليس فقط فيما يخص العلاقات بين الدولتين وإنما العلاقات بين الشعوب أيضا. فعندما اندلعت الأزمة بين تركيا وروسيا، كان لذلك تداعيات على النشاطات التجارية والسياحية، ما أثر بدوره على سكان الدولتين. وعلى الرغم من قوة العلاقات بين البلدين، إلا أنه من الضروري العمل على الحفاظ على العلاقات الإنسانية بين الشعوب.

ووفقا للسفير التركي في روسيا، الذي حاول تقييم العلاقات الروسية التركية على مستوى المؤسسات الدولية، فإنه لابد أن تكون العلاقات الدبلوماسية قائمة على التفاعل حتى تتمكن من التأثير على مواقف الشعوب. ومن ناحية أخرى، تستطيع العلاقات التاريخية والتجارية بين الشعوب التأثير على العلاقات الدبلوماسية، لذلك تكتسي قرارات الدول أهمية كبرى، لكن هناك حاجة أيضا للعلاقات الإنسانية لمزيد توطيد العلاقات بين الشعبين.

وبناء على ذلك، يبدو جليا أن تعزيز العلاقات بين البلدين على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي يتم بالتوازي والتساوي، ما من شأنه أن يحقق أكبر قدر من النجاح. وعلى هذا النحو، من المتوقع أن تصل العلاقات الروسية التركية إلى أعلى مستوى لها في المستقبل، على الرغم من أنه بعد عامين من الأزمة التركية الروسية، حصلت العديد من المناوشات، لكن نجح 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!