فاتح ألطايلي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

تشير تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والبيانات الصادرة عن هيئة الأركان العامة أننا نقترب شيئًا فشيئًا من المرحلة الثانية في عملية غصن الزيتون الجارية في منطقة عفرين السورية.

المرحلة الثانية عبارة عن تطهير مركز مدينة عفرين من الإرهابيين.

هي المرحلة الأخطر للعملية من الناحية العسكرية، لكنني لا أعتقد أن الوحدات الخاصة التابعة للشرطة والدرك التركيين، التي تمتلك خبرة كبيرة في مثل هذه الاشتباكات، سوف تواجه صعوبات في مركز عفرين على الصعيد "العسكري".

لكنني أعلن من الآن أن المرحلة ستكون شديدة الصعوبة على صعيد "الدبلوماسية العامة".

والصعوبة تكمن في استخدام الطرف الآخر صورة "المرأة" في دعايته.

من يتابعون الإعلام الأجنبي عن كثب سيدركون هذا الأمر جيدًا. فتنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي يصوّر منذ مدة طويلة وجوده في سوريا عن طريق "المرأة" في الإعلام الأجنبي والرأي العام الغربي.

منذ أكثر من عامين، يسعى التنظيم بعناية إلى خلق صورة تمثل "النساء العلمانيات اللواتي يواصلن الحرب في مواجهة التنظيمات الإسلامية الراديكالية".

والصورة التي يعرضها الإعلام الأجنبي على النحو التالي: "نساء تركن أولادهن وسارعن إلى الجبهة لحماية الحضارة من الإرهابيين المتطرفين طوال اللحى قاطعي الرؤوس".

ولا يظهر في خلفية هذه الصورة أن هؤلاء النساء هن عناصر تنظيم إرهابي لا يتورع عن القتل دون التمييز بين امرأة وطفل وشيخ، ولا يتحرج من قتل حتى المنتمين لعرقيته عندما لا ينحنون أمام إرادته، ويقاتل في سبيل من يدفع له المال، ويبيع نفسه للإمبريالية مع التستر بإيديولوجية مزعومة.

إذًا العنصر الحقيقي الذي سوف تحارب تركيا في مواجهته خلال الصراع النهائي المنتظر في مركز عفرين، هو هذه الصورة التي خلقها تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي لنفسه، وروجها له من يرعونه ويحمونه في الغرب.

تحارب الجيوش في مواجهة قوات مسلحة، وفي هذه الحالة يحقق الجيش التركي النصر.

لكن الحرب في مواجهة صورة تتطلب مهارات من نوع مختلف.

في هذه الحالة، لا يمكن للجيش التركي تحقيق النصر بمفرده.

سيكون جيشنا بحاجة إلى دعم لا محدود من وراء الجبهة في مواجهة هذه الصورة.

عن الكاتب

فاتح ألطايلي

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس