ترك برس

أشارت تقارير إعلامية عربية إلى وجود نشاط لدى صنّاع الدراما اللبنانية على خلفية قرار اتّخذته مجموعة "mbc" السعودية لوقف عرض جميع المسلسلات التركية على قنواتها اعتبارًا من مطلع مارس/آذار الجاري.

وبحسب تقرير أعدّته صحيفة "العربي الجديد"، فإن الآراء تباينت بشأن قرار MBC بإيقاف عرض المسلسلات التركية، في الوقت الذي قلل فيه الأتراك من حجم المُشكلة.

وقال منتجون في تركيا إن مقاطعة الأعمال التركية لن يؤثر على الإنتاج، وهناك أسواق أخرى ستفتح أبوابها لاستيراد هذه الصناعة التي نشطت جيداً في العقد الأخير.

اللبنانيون الطامحون، ينظرون بتفاؤل إلى مستقبل إنتاج وتصدير الدراما اللبنانية إلى الخارج، بعض هؤلاء فاتهم أن الدراما التركية تقوم على ركائز وقواعد ثابتة في الخبرات والسيناريوهات والحماس والتشويق والرومانسية الفائضة في الحكايات المُصورة التي سيطرت مع الوقت على المشاهد. وحصدت ملايين الدولارات لصالح المنتج التركي، وللمحطّات التي اشترتها.

وتُشير "العربي الجديد"، إلى أن الدراما اللبنانية عانت خلال السنوات الأخيرة من مشكلة ترويج أو تصدير بعض الأعمال التي تنقل حقيقة وجه لبنان للخارج، أو لعدم وجود قصص بسيطة من صميم الحياة اللبنانية، كما هو حال الإنتاج التركي أو السوري أو المصري. إذْ إنَّ ذلك لم يحصل، وظلت معظم الأعمال التلفزيونية الدرامية اللبنانية بعيدة عن الواقع اللبناني.

ولم يسلم سوى بعض الأعمال اللبنانية المشتركة التي اجتهد صانعوها، نتيجة الحبكة واختيار الممثلين، في الترويج لها بحكم علاقات وخبرات هؤلاء المنتجين في الخارج، وتوظيف ذلك من باب نجاح الدراما اللبنانية، رغم كل النقد والنمط الذي اعتمده هؤلاء لتقديم مسلسل درامي جيد.

لا ركائز حقيقية لنشاط صنّاع الدراما اللبنانية هذه الأيام. مجرد تفاؤل عند بعضهم أمام غياب "الدب التُركي" عن المشهد حاليًا. إذْ يلزم صناع الدراما اللبنانيَّة الاستعانة بخبرات وعلاقات عامة لإقناع المحطات الخليجية بضرورة تشجيع وشراء وعرض المسلسلات اللبنانيَّة على غرار الدراما التركية التي حققت نجاحاً هائلاً لولا قرار (mbc) بإيقافها.

وبحسب "العربي الجديد"، فإن أصحاب المحطات التلفزيونية في لبنان يملكون المال، لا يملكون الخبرة في تصنيف أي عمل درامي يساهمون في إنتاجه أو يجدون أنفسهم داعمين له مالياً.

ورغم الترويج الإعلاني والتسويق، يقع المسلسل بعد عرض الحلقات الأولى في فخ الاستهلاك، وقلة الخبرة في تقديم القصة، وتكلَّف النص والحوار، وانعدام الطاقة في تجسيد الأدوار التي من المفترض أن تمس المشاهد.

وهنا تكمن الصعوبة في تسويق المسلسل اللبناني إلى الخارج، مع بعض الاستثناءات التي تأتي مغرية للمستورد العربي، كمُشاركة ممثلين غير لبنانيين في العمل، أو الاستعانة بنجومية بعض الممثلات اللبنانيات من أجل كسب المشاهدين.

وعلى شاشات 142 دولة، وبحجم تصدير وصل نحو 350 مليون دولار، استطاعت المسلسلات التركية الوصول إلى العالم، وتحقيق نجاح ملحوظ خلال السنوات العشر الأخيرة.

هذا النجاح جعل الطلب يتزايد على الدراما التركية، لتحتل بذلك المرتبة الثانية عالميا في تصدير المسلسلات بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وفق إحصائيات رسمية.

موقع "فاريتي" الأمريكي المتخصص بعالم التلفزيون والسينما، قال في تقرير حديث إن قطاع الدراما التركية نما بشكل كبير في آخر 10 سنوات.

وأكد الموقع أن قطاع الدراما التركي "يلاقي قبولا خارج تركيا"، مشيرا إلى أن 4 مسلسلات تركية (لم يذكرها) احتلت مكانا بين أفضل 15 برنامجا تلفزيونيا في أمريكا اللاتينية.

وفي وقت سابق، علّق رئيس غرفة إسطنبول التجارية، أوزتورك أوران، على قرار مجموعة (mbc) السعودية قائلًا: "إذا كان موقفا ضد تركيا، فإننا كمستثمرين نراه يزيد عزيمتنا".

وأكد أوران في بيان له، أن "التعاطف مع تركيا ومسلسلاتها في هذه المنطقة الجغرافية (الوطن العربي) كبير، والإنزعاج الرئيس ناجم عن ذلك".

وأضاف: "مُتخذ قرار الحظر سيخسر؛ لأن المسلسلات التركية تلعب دورًا مهما، وتربط الملايين في المنطقة العربية والعالم". وشدد أوران على عدم وجود قوة كافية لمنع الإنتاج التركي.

وأردف قائلا: "حظر مسلسلاتنا يعني انخفاض عدد متابعي تلك القنوات، كما يوجد العديد من القنوات التي تخاطب العالم العربي غير MBC".

بدوره، قلل بطل مسلسل "قيامة أرطغرل"، الفنان التركي "إنغين ألتان دوز ياطان"، من أهمية القرار.

وبيّن في حوار تلفزيوني أن القرار "لن يؤثر على انتشار الأعمال التركية"، مؤكدا أن وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات، ستلعب دوراً كبيراً في نقلها للعرب.

وأُعلن قبل أيام عن استعداد 9 دول لبث المسلسل التركي "الغرفة 309"، من بينها دولة عربية، وذلك بعد الاتفاق مع الشركة المنتجة، وفق وكالة أنباء الأناضول التركية.

ويستعد مواطنو تونس، ورومانيا، ونيكاراغوا، وبلغاريا، وألبانيا، وروسيا، وأنغولا، وبوليفيا، وغيرها من الدول لمشاهدة المسلسل خلال الفترة المقبلة، حسب الإعلام التركي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!