هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

عقب عملية "درع الفرات"، حقق الجيش التركي نصرًا كبيرًا آخر، وسيطر على مئات الكيلومترات في عفرين ومحيطها.

الأمر المفرح في العملية الأخيرة هو أن تنظيم وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكردستاني انسحب من عفرين دون المجازفة بخوض معركة كبيرة.

الجيش التركي كان سيدخل عفرين على أي حال، لكن كان من الممكن أن تقع خسائر في الأرواح.

رأى التنظيم الإرهابي أنه لن يستطيع الوقوف أمام زحف القوات التركية والصمود في وجهها، ولهذا غادر عفرين على عجل.

وكما أكد نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ فإن وحدات حماية الشعب لم تخرج بشكل مبرمج من المدينة، والدليل على ذلك أنها لم تصطحب معها الأسلحة الثقيلة.

خلال الفترة الممتدة حتى اليوم من العملية، تحقق كل ما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده ستفعله. وأعلن العزم على إطلاق العملية بالقول "ربما نهاجم ذات ليلة على حين غرة".

النجاح الأكبر في المرحلة التي وصلتها عملية غصن الزيتون تحقق على يد القوات المسلحة التركية. ولا بد من الإشارة أيضًا إلى الدور الهام الذي لعبه جهاز الاستخبارات الوطني في سير العملية.

وأود التأكيد على أنه لولا المكافحة الفعالة لتنظيم "غولن" ربما لم تكن عملية غصن الزيتون لتحقق هذه النتائج الحاسمة. لأن الكيان المذكور تغلغل في كافة المفاصل الأمنية في تركيا.

هناك مؤسسة أخرى ينبغي إيفاؤها حقها من التقدير، وهي مستشارية الصناعات الدفاعية.. فقد استنفرت جميع إمكانياتها من أجل تلبية حاجة الجيش من السلاح بموارد محلية.

توصلت العملية إلى النتائج المرجوة خلال فترة وجيزة، وطائراتنا المسيرة تمكنت من تغيير طبيعة الاشتباكات، ووفرت للجيش التركي تفوقًا ملحوظًا.

ومع الاستفادة من المعلومات الاستخبارية الهامة واستخدام المعدات الحديثة استطاعت  القوات المشاركة في العملية الحيلولة دون سقوط ضحايا من المدنيين.

ستحول عمليتا "درع الفرات" و"غصن الزيتون" بنسبة كبيرة دون تشكيل حزام إرهابي على طول حدودنا الجنوبية، لكن مكافحة إرهاب وحدات حماية الشعب/ حزب العمال الكردستاني لن تنتهي عند هذا الحد.

خلال حديثنا مع وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو في فيينا، أعلن أن بلاده ستطلق بالاشتراك مع الحكومة المركزية في العراق عملية واسعة ضد حزب العمال، اعتبارًا من مايو/ أيار القادم.

وبالنتيجة، ستواصل تركيا كفاحها المسلح إلى حين زوال التهديدات الإرهابية تمامًا، ومن جهة أخرى ستقف إلى جانب شعب المنطقة دون تمييز عرقي أو طائفي، عبر مؤسساتها الإغاثية كالهلال الأحمر ووكالة التنسيق والتعاون.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس