ترك برس

يأتي اجتماع القمة الثلاثي في أنقرة  بين رؤساء تركيا وروسيا وإيران وفي جعبة كل منهم أوراق رابحة حققها أخيرا في سوريا، الأمر الذي يعد بإبرام اتفاقات بالغة الأهمية حول مصير سوريا، ولكنهم لن يصطدموا هذه المرة بالولايات المتحدة بل بحلفائها الذين سيضطلعون بالدور الأمريكي في سوريا، كما يقول المحلل الروسي أليكسي سارباييف.

ويوضح أستاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات الشرقية أن الولايات المتحدة ستختار بعض الحلفاء الملائمين للحفاظ على المصالح الأمريكية في سوريا، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن قرب انسحاب الجيش الأمريكي من هناك في القريب العاجل.

ووفقا للمحلل الروسي فإن المملكة العربية السعودية هي المرشح الأول للاضطلاع بهذا الدور بناء على عدة حقائق، أولها نتائج الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان للولايات المتحدة، ووعده بمضاعفة الاستثمارات في الاقتصاد الأمريكي لتصل إلى 400 مليار دولار منها 55٪ لتغطية التعاون العسكري.

أما ثاني هذه الحقائق فهو انعكاس لخطاب ولي العهد السعودي تجاه بشار الأسد، حيث أعلن خلال اجتماعه مع ترامب أن الأسد يمكن أن يبقى في السلطة بشرط الحد من النفوذ الإيراني في البلاد.

وعلى ذلك يشير المحلل الروسي إلى أن الرياض يفترض أنها ستركز جهودها على  التوسع المالي والاقتصادي في سوريا على خلفية برنامج إعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع. وهذه القوة الناعمة يجب أن تقود بسرعة إلى النتيجة  المأمولة لدى السعودية :انسحاب الإيرانيين من سوريا وإضعاف حزب الله اللبناني.

ويضيف سارباييف أن ترامب يحاول توزيع أدوار الوكيل الأمريكي في المنطقة، وعدم الاكتفاء بوكيل واحد وأن فرنسا الشريك الأوروبي للولايات المتحدة  مستعدة لتولي مسؤولية مبادرات الشرق الأوسط بمساعدة من ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد. وعلاوة على ذلك فإن فرنسا تنسق مع واشنطن ليس فقط حول الخطط المعروفة لسوريا ، ولكن أيضا خططها الاقتصادية في الشرق الأوسط عموما.

ويخلص إلى أن قمة أنقرة الثلاثية عليها أن تأخذ بعين الاعتبار التحول في سياسة الولايات المتحدة نحو دبلوماسية المال والابتعاد عن دبلوماسية القوة العسكرية المباشرة، واستعداد فرنسا والسعودية لتنفيذ هذه الاستراتيجية في ظل الظروف المتغيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!