ترك برس

قال العقيد المتقاعد في جهاز الاستخبارات التركي، جوشقون باشبوغ، إنّ هناك مؤامرة كبيرة تهدف إلى منع قيام القوات المسلحة التركية بحملة عسكرية على قضاء سنجار التابع لمدينة الموصل العراقية.

ورأى باشبوغ - الخبير في شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب - في تصريح لوكالة الأناضول التركية، أن خطة تأسيس حزام إرهابي في المنطقة، ستنهار في حال شن القوات التركية حملة عسكرية على قضاء سنجار شمالي العراق.

وأكّد باشبوغ أن منظمة "حزب العمال الكردستاني" (PKK) لم تنسحب إلى الأن من سنجار، بل إنّ عناصرها يقومون بإرتداء ملابس مختلفة، بهدف دفع الجميع على القبول بأنهم باتوا جزء من الجيش العراقي.

ولفت باشبوغ إلى وجود مؤامرة كبيرة تهدف إلى بناء دولة إرهابية في المناطق الشمالية لسوريا والعراق. وأضاف أنّ قضاء سنجار يعدّ من أكثر المناطق الحساسة بالنسبة لتركيا.

كما أشار الاستخباراتي التركي أنّ أنقرة تسعى لإفشال المؤامرة من خلال تحقيق مثلث "التلال الثلاثة" المتمثل في السيطرة على منطقة عفرين وجبل قنديل وقضاء سنجار.

وتابع "لو تكللت المؤامرة بالنجاح، فإنّ قضاء سنجار كان سيحل مكان جبل قنديل، على اعتبار أنه يقع في منتصف سوريا والعراق، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استطاع كشف هذا المشروع، وأعلن أن تركيا لن تسمح بأن يكون سنجار، جبل قنديلٍ جديد، وأصر على تطهير القضاء من إرهابيي منظمة (PKK)".

وأفاد باشبوغ أنّ تركيا أجرت سلسلة مشاورات مع الحكومة المركزية في بغداد بشأن الوضع القائم في قضاء سنجار.

وأردف في هذا السياق: "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أجرى زيارة إلى أنقرة في أكتوبر العام الماضي، والتقى مع أردوغان، وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء، تمّ الإعلان عن اتفاق تعاون بين أنقرة وبغداد في مجال مكافحة الإرهاب، وتمّ التاكيد على تطهير سنجار وجبل قنديل من الإرهابيين".

واستطرد: "رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال في إحدى خطاباته، إنّ العراق تعهد بمكافحة الإرهاب، فوزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أجرى عدة زيارات إلى بغداد..

إلّا أنّ حكومة بغداد لم تقدم على خطوات ملموسة وكافية في هذا الشأن، والرئيس أردوغان دعا العراقيين مؤخرا إلى وضع حد لما يحدث في سنجار، وإلّا فإنّ تركيا ستتكفل في القضاء على إرهابيي "(PKK) هناك".

وأشار باشبوغ إلى إجراء قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، الفريق أول جوزيف فوتيل، زيارة إلى بغداد، قبل مدة، وأنّ العبادي أعلن عقب زيارة فوتيل بأنّه سيرسل إلى سنجار وحدات من القوات العراقية، بهدف حفظ الأمن فيه.

وأوضح باشبوغ وجود لعبة كبيرة تدور في قضاء سنجار بعد انتشار وحدات من الجيش العراقي فيه، عملا بإعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي.

ظقال في هذا الخصوص: "الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء يلدريم، لاحظا هذه اللعبة، وصرّحا بأنّ تركيا لا يمكنها أن تظل صامته حيال تغيير الإرهابيين ملابسهم..

فالمنظمة الإرهابية لم تنسحب من سنجار، بل تحاول إيهام الجميع على أنّ عناصرها الإرهابية جزء من أفراد الجيش العراقي، وتسعى المنظمة والجهات التي تساندها من خلال هذه الخطوات إلى عرقلة أي حملة عسكرية تركية محتملة على القضاء".

وأكّد باشبوغ وجود مؤامرة تُحاك في سنجار، وأنّ هذه المؤامرة تهدد مستقبل تركيا، التي لا نجاة لها منها إلّا من خلال عملية عسكرية تنهي وجود (PKK) في سنجار، وتفشل خطة الحزام الإرهابي في المنطقة.

أمّا الكاتب التركي "تونجا بنغن"، فيقول في مقال بصحيفة "ملليت"، إنه بإمكان الجيش التركي تنفيذ عمليات على قنديل أو سنجار، بل عليه فعل ذلك، مبينًا أن مكافحة الإرهاب تستند إلى تجفيف موارده وقطع الدعم اللوجستي عنه.

ويُضيف بنغن: "لنقل إن تركيا حاليًّا لا يمكنها قطع الدعم الأمريكي والغربي وحتى الروسي عن حزب العمال. إذا لم تستطع قطع الدعم فعليها تجفيف موارد الإرهاب".

وأضاف: "يبعد قضاء سنجار عن تركيا حوالي 90 كم، وقنديل 180 كم. العمليات العسكرية ضد قنديل قد تكون صعبة لكن سنجار وبقية المعسكرات قريبة، وتركيا تعلم ماذا يوجد في كل معسكر..

برأيي يمكنها الاستفادة من الوضع الحالي لعقد اتفاق مع الحكومة العراقية وإيران والقيام بعملية ضد الحزب في سنجار. ويمكنها أيضًا تنفيذ عملية مشتركة مع إيران ضد معاقل الحزب في قنديل".

وعمّا إذا كانت إيران والحكومة العراقية ستقبلان الاتفاق، يرى الخبير التركي أن "الأمن القومي والمصالح القومية للبلدان الثلاثة تلتقي في هذه النقطة. لأن حزب العمال الكردستاني يشكل تهديدًا لها، وبإمكانها وضع مفهوم لمكافحة مشتركة ضد الحزب الانفصالي من خلال عقد اتفاق من هذا القبيل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!