موقع فاستنيك كافكاز الروسي - ترجمة وتحرير ترك برس

خيّبت القمة الروسية التركية، التي عُقدت خلال الأسبوع الماضي، آمال يريفان. وفي هذا الصدد، عبّر نائب وزير الخارجية الأرمني، شافارش كوتشاريان، عن قلقه إزاء تطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة، قائلا: "في هذه المرحلة بالذات، تعمل أنقرة وموسكو على توسيع العلاقات والمصالح المشتركة. والجدير بالذكر أن الأتراك تخلّوا سابقا عن الروس".

من الواضح أنه لا يروق ليريفان تقارب موسكو مع أنقرة، خاصة وأن أرمينيا عجزت عن تطبيع علاقاتها مع تركيا. وتجدر الإشارة إلى أنه تمت مناقشة الخلافات بين البلدين بين رئيس الوفد البرلماني الأرميني، كوريون نايبيتيان، ووزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2016، خلال الجلسة العامة الثانية والستين للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي مع إسطنبول.

علاوة على ذلك، اتّهم نايبيتيان في وقت سابق تركيا بدعم الإرهاب، وردّت تركيا من خلال غلق حدودها مع أرمينيا. وفي الوقت الراهن، تدعم تركيا أذربيجان في قضية ناغورني كاراباخ. فضلا عن ذلك، يتواجد الجيش التركي في الوقت الحالي في دولتين مختلفتين دون الحصول على موافقة أي منها. لذلك يبقى السؤال المطروح: "كيف تريد تركيا تأسيس علاقات مع جيرانها بعد الآن؟".

في الواقع، بدت إجابة جاويش أوغلو على الاتهامات الأرمينية جد دبلوماسية، إذ أكد أن العلاقات التركية مع بلغاريا وأوكرانيا وجورجيا رائعة. أما فيما يتعلق بالعلاقات التركية الروسية، فإن الخلافات بينهما منذ القدم. وفي هذا السياق، أكد جاويش أوغلو قائلا: "حتى في حال كانت العلاقة التي تجمع تركيا بروسيا جيدة، هناك اختلاف في بعض وجهات النظر فيما يتعلق بالقضية السورية وبقضية أوكرانيا وشبه جزيرة القرم".

وأضاف جاويش أوغلو قائلا: "في الوقت الراهن، عمّت الفوضى في سوريا، بالتالي لا يوجد أحد يمكن التفاوض معه هناك خاصة وأن النظام هو المسؤول عن مقتل 600 ألف شخص. من جهة أخرى، ليست لدينا أية مشاكل مع دولة العراق".

في سياق متصل، دعا وزير الخارجية التركي ممثل الوفد الأرميني لأن يكون عادلا في تصريحاته، قائلا: "أنتم تحملون الجنسية الأرمنية في حين أنني تركي، بالتالي يجب على كلينا أن نتحلى بالصدق. فإذا كنت سياسيا، عليك أن تكون صادقا، وللأسف لا يتحلّى الزملاء الأرمن بالصدق. في الواقع، هم يتهمون تركيا بدعم تنظيم الدولة، لكن ما هي الدولة التي حاربت تنظيم الدولة؟ ما هي الدولة التي حاربت إرهابيّي تنظيم الدولة أكثر من تركيا؟ تنظيم الدولة يكره تركيا، ألق نظرة على مواقع التنظيم على شبكة الإنترنت وستجد أن أردوغان وأعضاء حكومته هم الأعداء اللدودون لتنظيم الدولة. لماذا؟ لأننا حاربنا ضد الإرهاب في تركيا وخارجها".

وتابع جاويش أوغلو كلامه قائلا: "عندما نستمع إليك نعتقد أنك ملاك السلام، لكن ما هو الدور الذي تلعبه أرمينيا في جميع المنظمات المرموقة على غرار الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا؟ وفقا للسجلات، فإن قرابة 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية محتلة، فهل تركيا تعدّ المسؤولة عن احتلالها؟ نحن مدعوون إلى تحرير كاراباخ، فأذربيجان هي دولة شقيقة لتركيا".

فضلا عن ذلك، قال جاويش أوغلو: "على الرغم من أننا دولتان منفصلتان، إلا أننا أمة واحدة تتقاسم المشاكل نفسها. أنتم دائما تتحدثون عن إبادة جماعية كاذبة، لكن حينما تقلّد الرئيس أردوغان السلطة أرسل رسالة إلى رئيسك، ودعاه إلى فتح تحقيق وإنشاء لجنة مشتركة. وإذا ما كان الباحثون من كلا البلدين غير كافين، لندعُ العلماء الروس ولنبحث في هذه المسألة، وسنقبل بالنتيجة حتى لو لم تكن في صالحنا".

وواصل وزير الخارجية التركي حديثه قائلا: "لكن، أنتم لم تقبلوا بالنتيجة، لأنكم تفضلون الكذب. أنتم لا تسمحون لنا بالتحقيق وبالقيام بالبحوث العلمية على الرغم من أنكم على يقين بعدم وجود أية إبادة جماعية. أنا أرفض كل اتهاماتكم. علاوة على ذلك، لا بد من التنويه بأننا قضينا على مواطنين أرمن كانوا بين صفوف حزب العمال الكردستاني". 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!