ترك برس

تحوّلت مدينة إسطنبول التركية إلى وجهة مفضلة بالنسبة إلى شريحة واسعة من الصحفيين والإعلاميين العرب، وخاصة على خلفية أحداث "الربيع العربي"، التي طالت دولًا عربية عدّة.

وتُشير إحصاءات رسمية إلى احتضان تركيا حوالي 4 ملايين مواطن عربي من سوريا والأردن وفلسطين والعراق وليبيا واليمن ومصر ودول أخرى، يُقيم عدد كبير منهم في إسطنبول.

وفي ضوء ذلك، تأسست بإسطنبول منظمة باسم "بيت الإعلاميين العرب" بهدف حل مشاكل الصحفيين، ودعمهم من أجل ارتقائهم المهني، عبر نشاطات توفر فرص التلاقي الثقافي والإعلامي.

وبعض حوالي عام ونصف على تأسيسها، بهدف تنفيذ مشروعات جديدة تزيد من التفاعل الإعلامي والثقافي التركي العربي، تغيّر اسم المنظمة إلى "جمعية الإعلاميين العرب والأتراك".

وتسلّم إدارة الجمعية الإعلامي التركي "توران قشلاقجِي"، الذي أعلن عن توصله إلى اتفاق مع بلدية إسطنبول من أجل استضافة المفكرين والصحفيين والإعلاميين من العالم العربي، بهدف تقوية العلاقات.

وفي تصريح لوكالة الأناضول التركية قبل أيام، قال قشلاقجي إن "العلاقات العربية التركية كانت موجودة في السنوات السابقة على المستوى السياسي.. ولكن ثقافيا، الوضع متوقف، ولذلك نريد تفعيل هذا الجانب الثقافي والإعلامي لتقوية العلاقات، ليكون لها أسس، وعندما يكون لها أسس لن يكسرها أحد".

وبحسب قشلاقجي، فإن "السياسيين يبنون من السقف، ولكن الثقافة والإعلام بحاجة إلى أرضية، وستكون لدينا نشاطات قوية، منها إحضار الإعلاميين العرب لتركيا، وبالعكس، كما سيتم إحضار مطربين ومثقفين في العالم العربي، وسيكون هناك تبادل ثقافي".

ووعد بأنه "سيكون هناك تدريب يشمل إعلاميين عربًا وأتراكًا، وتعليمهم اللغتين التركية والعربية، وبالمستقبل ستكون هناك نشاطات أكثر".

وفي ما يتعلق بالصعوبات ـ حال وجودها ـ التي تعترض الإعلاميين العرب بعملهم في تركيا، قال قشلاقجِي: "نركز على المشاكل التي تعترض الإعلاميين العرب، وسنقوم بإصدار بطاقات تساعد الأعضاء في الحصول على الإقامة بتركيا، وعلى مجانية النقل فيها".

وتوضيحا للجزئية الأخيرة، أضاف: "نحن على وشك الاتفاق مع بعض المؤسسات ليكون لها دور في هذا المجال".

كما لفت إلى أنه "لا يسع أي إعلامي عربي حل مشاكله لوحده، وإنما يظل بحاجة إلى التعاون مع الصحفيين الأتراك، ولهذا لنا دور كبير، وسابقا مع الصحفيين العرب، كان هناك ذكر للمشاكل فقط، لكن مع تواجد الصحفيين الأتراك، يتم التفكير بالحلول أيضا".

وحول ضوابط العمل الإعلامي الصحفي، والتعاون مع الجهات الرسمية، أكد أن "الجمعية أعربت للجهات الرسمية عن استعدادها للتعاون في تشريع العمل الصحفي، لأنهم مشغولون بالأمور السياسية أكثر، من خلال وضع ضوابط".

وأكد أنه "في العالم العربي وأوروبا، هناك مراكز للعمل الإعلامي، وفي إسطنبول تحدثنا مع الوالي حول سبل جمع المؤسسات الإعلامية في مكان واحد، ليكون هناك ضوابط وحلول للمشاكل".

وردا على سؤال حول طبيعة تلك الضوابط، قال قشلاقجِي: "نحاول أن تكون للإعلاميين ضوابط، لا أن نقف ضدهم قانونيا، لأنه لا يمكن أن تمنع صحفيا من أداء عمله، بل نضع أسسا للعمل الصحفي دون شتائم أو أكاذيب ضد أي دولة".

وشدد على أن "لكل وسيلة إعلامية الحق في التعبير، ففكّرنا بمساحة أكبر وبمبنى يكون مقرا للإعلام التركي أيضا، وطلبت الولاية خرائط، وأعتقد أن العمل على المشروع سيبدأ بعد سبتمبر / أيلول المقبل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!