إسماعيل ياشا - أخبار تركيا

أعلن رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، في المؤتمر العام لفرع حزب العدالة والتنمية بإسطنبول، مانيفستو الحزب الذي يرأسه، مؤكدا أنه مبني على ثلاثة مبادئ، وهي: الإرادة، والفضيلة، والشجاعة. وتشكل هذه المبادئ الثلاثة إطار الحملة الانتخابية التي سيقوم بها حزب العدالة والتنمية حتى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة المقرر إجراؤها في 24 يونيو / حزيران القادم.

المانيفستو، بيان رسمي يتضمن نوايا وآراء ناشر البيان، وقد يصدره فرد أو مجموعة أو حزب سياسي، ويقبل عادة الرأي السابق، ويدعم فكرة جديدة فيها مفاهيم مستحدثة لإحداث تغيير. أما البيان الانتخابي فمن المقرر أن يعلنه حزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة في وقت لاحق.

البيان الذي أعلنه أردوغان، يحمل في ثناياه معاني العز والإباء والتحدي، ويشير إلى الإرادة الصلبة التي لا تعرف الانكسار والقيم التي ترسم طريق المستقبل والشجاعة التي يتحلى بها الشعب التركي الذي تصدى لدبابات الانقلابيين بصدورهم العارية ليلة محاولة الانقلاب الأخيرة، كما يؤكد أن تركيا تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها المنشودة، من خلال المشاريع العملاقة وتعزيز الديمقراطية والحريات.

أردوغان في كلمته أمام جمع غفير من أنصار حزب العدالة والتنمية، استذكر بطولات معركة الاستقلال وتحرير الأناضول من الأعداء المحتلين، وهكذا وجَّه للناخبين رسالة مفادها أن تركيا اليوم في معركة دفاع عن سيادتها واستقلالية قرارها ووحدة أراضيها لا تقل أهمية عن معركة الاستقلال.

مانيفستو حزب العدالة والتنمية شدد على وحدة تركيا بكل مكوناتها وأطياف مجتمعها، مشيرا إلى أن "تحالف الجمهور" الانتخابي الذي شكله حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ما هو إلا انعكاس هذه الوحدة في الساحة السياسية وعنوان استنفار روح الوطنية من أجل مستقبل البلاد.

تركيا عانت كثيرا من تدخلات الجيش في الشؤون السياسية، وتعرضت مسيرتها الديمقراطية لانتكاسات بسبب الانقلابات العسكرية، إلا أن الشعب التركي نجح بعد كل انقلاب عسكري في تعزيز الديمقراطية والإرادة الشعبية عبر صناديق الاقتراع، كما تصدى لمحاولة الانقلاب الأخيرة ولم يسمح للانقلابيين باغتصاب حكم البلاد. ولفت أردوغان في كلمته إلى هناك محاولات العرقلة لتنمية البلاد  ونهضتها، مشددا على أن تركيا سوف تتصدى بقوة لكافة تلك المحاولات وتفشلها.

حزب العدالة والتنمية يتعهد في المانيفستو الذي أعلنه أردوغان قبل أيام، بمزيد من المشاريع التنموية العملاقة وتعزيز الاقتصاد بالإضافة إلى تعزيز الديمقراطية والحريات، كما تعهد بالوصول إلى الهدف المنشود من خلال الاعتماد الكلي على الصناعة الوطنية في التسليح، وتعزيز الدور التركي في المنطقة.

الإنجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية منذ توليه الحكم في تركيا بعد أشهر من تأسيسه، كفيلة بتحقيق هذه الوعود والتعهدات. لأن ما تم إنجازه في ظل نفوذ الجيش وتغلغل تنظيم الكيان الموازي الإرهابي كان أصعب مما وعد به حزب العدالة والتنمية في المانيفستو الانتخابي. لأن تركيا اليوم أقوى من تركيا الأمس، وأن النظام الرئاسي الذي سيتم تطبيقه بالكامل بعد الانتخابات سيسهل تشكيل الحكومة واتخاذ القرار وتحرك الحكومة بشكل أسرع لحل الأزمات. ولا ننسى أيضا أن تركيا اليوم قامت إلى حد كبير بتطهير أجهزتها من خلايا الكيان الموازي السرطانية التي كانت تنخر في جسدها.

حزب العدالة والتنمية يتعهد بمكافحة الفقر والفساد، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، وتضييق الخناق على الإرهابيين داخل البلاد وخارجها. وقال أردوغان إن تركيا ستنفذ في المرحلة المقبلة عمليات عسكرية جديدة على غرار درع الفرات وغصن الزيتون لتطهير حدودها من المنظمات الإرهابية، مشددا على أن حماية سيادة تركيا وأمنها القومي ومصالحها ستبقى على رأس أولوياته في المرحلة القادمة.

المانيفستو الذي أعلنه أردوغان في إسطنبول، يحمل تحدٍ صريح للمعارضة والقوى المتربصة في الداخل والخارج، ويقول لها باختصار: "مهما فعلتم فلن تنالوا من تركيا."

عن الكاتب

إسماعيل ياشا

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس